سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٥٢٠
أيوب، وقد وقع حب لهم فانكسر، وانصب الماء، فقام أبو أيوب وامرأته يلتقطان الماء بقطيفة لهما لا يكف على النبي صلى الله عليه وسلم.
فخرج رسول الله فقال: ما تصنع يا أبا أيوب؟ فأخبره. فقال: لك ولزوجتك الجنة. فقلت: هذا والله محمد رسول الرحمة. فسلمت عليه، ثم أخذت الخلال فوضعته بين يديه. فقال: ما هذا يا بني؟ قلت: صدقة. قال:
إنا لا نأكل الصدقة. فأخذته وتناولت إزاري وفيه شئ آخر، فقلت: هذه هدية. فأكل وأطعم من حوله، ثم نظر إلي، فقال: أحر أنت أم مملوك؟ قلت:
مملوك. قال: ولم وصلتني بهذه الهدية؟.
قلت: كان لي صاحب من أمره كذا، وصاحب من أمره كذا، فأخبرته بأمرهما.
قال: أما إن صاحبيك من الذين قال الله (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون، وإذا يتلى عليهم...) الآية، ما رأيت في ما خبرك؟
قلت: نعم، إلا شيئا (1) بين كتفيك. فألقى ثوبه، فإذا الخاتم، فقبلته، وقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
فقال: يا بني! أنت سلمان، ودعا عليا، فقال: اذهب إلى خليسة، فقل لها: يقول لك محمد إما أن تعتقي هذا، وإما أن أعتقه فإن الحكمة تحرم عليك خدمته. قلت: يا رسول الله. أشهد أنها لم تسلم. قال: يا سلمان، أولا تدري ما حدث بعدك؟ دخل عليها ابن عمها فعرض عليها الاسلام فأسلمت. فانطلق علي، وإذا هي تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرها علي،

(1) تحرفت " إلا شيئا " في المطبوع إلى " الانباء ".
(٥٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 ... » »»