سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٤٧٥
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أني أعلمهم بكتاب الله. ثم قال: وما أنا بخيرهم (1).
زائدة وأبو بكر بن عياش: عن عاصم، عن زر، عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بين أبي بكر وعمر، و عبد الله قائم يصلي، فافتتح سورة النساء يسجلها، فقال صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد " [فأخذ] عبد الله في الدعاء. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سل تعط ".
[فكان] فيما سأل: اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنان الخلد. فأتى عمر عبد الله يبشره، فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه، فقال: إنك لسباق بالخير (2).
رواه يزيد بن هارون، عن عبيدة، عن أبي وائل، عن عبد الله (3).
أبو معاوية وغيره: عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة (ح) والأعمش عن خيثمة، عن قيس بن مروان أنه أتى عمر فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة، وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلب، فغضب عمر، وانتفخ حتى كاد يملا ما بين شعبتي الرجل، فقال: ومن هو ويحك؟ فقال ابن مسعود. فما زال يطفئ غضبه، ويتسرى عنه حتى عاد إلى حاله، ثم قال: ويحك! والله ما أعلم بقي من الناس أحد هو

(1) سويد بن سعيد صدوق، إلا أنه عمي فصار يتلفن ما ليس من حديثه. وباقي رجاله ثقات.
وهو بمعنى الذي قبله.
(2) إسناده حسن، وهو في " المسند " 1 / 445، 454، وأخرجه الحاكم بنحوه 3 / 317 من طريق جرير بن عبد الله بن يزيد الصهباني، عن كميل بن زياد، عن علي، وصححه، ووافقه الذهبي.
وانظر " الحلية " 1 / 124 وما بعدها. وقوله: يسجلها: أي: يقرؤها قراءة مفصلة: من السجل وهو الصب. يقال: سجلت الماء سجلا: إذا صببته صبا متصلا.
(3) عبيدة هو ابن معتب الضبي وهو ضعيف، لكنه يتقوى بالطريق السابق.
(٤٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 ... » »»