تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٤٧٧
لبكائي وصاح (1) الناس معي بالبكاء حرقة لي فإذا أنا بشيخ كبير (2) كالفاني متوكئا على عكازة له قالت فقال لي مالي لا أراك (3) تبكين وتصيحين (4) قالت فقلت فقدت ابني محمدا قال لا تبكي أنا أدلك على من يعلم علمه وإن شاء أن يرده عليك فعل قالت (5) قلت دلني عليه قال الصنم الأعظم قالت ثكلتك أمك كأنك لم تر ما نزل باللات والعزى في الليلة التي ولد فيها محمدا (صلى الله عليه وسلم) قال إنك لتهذين (6) ولا تدرين ما تقولين أنا أدخل عليه فأسأله أن يرده عليه قالت حليمة فدخل وأنا أنظر فطاف بهبل أسبوعا وقبل رأسه ونادى يا سيدي لم تزل منعما على قريش وهذه السعدية تزعم أن محمدا قد ضل قال فانكب هبل على وجهه فتساقطت الأصنام بعضها على بعض ونطقت أو نطق منها فقالت إليك عنا أيها الشيخ إنما هلاكنا على يدي محمدا قالت فأقبل الشيخ لأسنانه اصتكاك (7) ولركبتيه ارتعادا وقد ألقى عكازته من بين (8) يديه وهو يبكي ويقول يا حليمة لا تبكي فإن لابنك ربا (9) لا يضيعه فاطلبيه على مهل فقالت فخفت أن يبلغ الخبر عبد المطلب قبلي (10) فقصدت قصده فلما نظر إلي قال أسعد نزل بك أم نحوس قالت قلت بل نحس الأكبر ففهمها مني وقال لعل ابنك قد ضل منك قالت قلت نعم بعض قريش اغتاله فقتله فسأل عبد المطلب سيفه وغضب وكان إذا غضب لم يلتفت (11) له أحد من شدة غضبه فنادى بأعلا صوته يا سبيل (12) وكانت دعوتهم في الجاهلية فأجابته قريش بأجمعهم فقالت ما قصتك يا أبا الحارث فقال فقد ابني محمد فقالت

(1) كذا بالأصل وخع، وفي الدلائل: وضج.
(2) سقطت اللفظة من الدلائل.
(3) بعدها في الدلائل: أيها السعدية.
(4) في الدلائل: وتضجين.
(5) عن الدلائل: وبالأصل " قال ".
(6) الأصل وخع: " لا تهدين " والمثبت عن الدلائل.
(7) بالأصل وخع: " إسكاكا " والمثبت عن الدلائل.
(8) في الدلائل: من يده.
(9) بالأصل وخع: " دينا " والمثبت عن البيهقي.
(10) بالأصل وخع: " فبكي " تحريف، والمثبت عن الدلائل.
(11) في البيهقي: لم يثبت.
(12) في البيهقي: يا يسيل.
(٤٧٧)
مفاتيح البحث: الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480