كتاب الضعفاء والمتروكين - النسائي - الصفحة ١٣٨
أن تتوفر لكثير من الناس، يذكرون أنه كان يجمع بين أربع زوجات وسريتين، وكان يقسم للإماء كما يقسم للحرائر، يتخير طعامه وشرابه، فهو يؤثر طعام الديوك تشترى وتربى له وتسمن وتخصى، ويتناول كل يوم ديكا، ويشرب عليه نقيع الربيب الحلال. ومع ذلك فهو يصوم يوما، ويفطر يوما، مقبل على عبادته بالليل والنهار. دائم المواظبة على الحج والجهاد، ومع ذلك فهو حسن الوجه ظاهر الدم وجهه كأنه قنديل مع كبر السن.
اختار أبو عبد الرحمن إقامته في مصر بزقاق القناديل، يؤم مجلس علمه الذي اشتهر أعداد كبيرة من طلبة العلم، ويفد إليه علماء من شتى بقاع العالم الاسلامي.
والنسائي على نهج العلماء الكبار الذين يرون رسالتهم لا تقتصر على دراسة العلم وتدريسه بل إنه كان مع اجتهاده البالغ في العبادة لا تسنح له فرصة غزو إلا شارك فيها جهادا في سبيل الله.
ومما يذكر في ذلك أنه خرج غازيا مع أمير مصر، فوصفوا من شهامته، وإقامته السنة المأثورة في فداء المسلمين، واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه.
ولأبي عبد الرحمن مؤلفات كثيرة نذكر منها:
1 - السنن الكبرى.
2 - السنن الصغرى.
3 - خصائص علي.
4 - مسند مالك.
5 - الضعفاء والمجروحين.
وله شرط في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم، ولعل هذه الشدة تلتقي مع متانة بنيانه وسلامة صحته، وحرصه على أن يجاهر برأيه
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست