جراب النورة بين اللغة والاصطلاح - السيد محمد رضا الجلالي - الصفحة ١١
فيه قرآن وإيمان، وقلب فيه قرآن وليس فيه إيمان، وقلب لا قرآن فيه ولا إيمان.
فأما القلب الذي فيه إيمان وليس فيه قرآن: كالتمرة، طيب طعمها وليس لها ريح.
وأما القلب الذي فيه قرآن وليس فيه إيمان: كالأشنة (1) طيب ريحها، خبيث طعمها.
وأما القلب الذي فيه قرآن وإيمان: كجراب المسك: إن فتح فتح طيبا، وإن وعي وعي طيبا.
وأما القلب الذي لا قرآن فيه ولا إيمان: كالحنظلة: خبيث ريحها خبيث طعمها (1).
2 - ومن مسند عثمان:
بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفدا إلى اليمن، فأمر عليهم أميرا منهم، وهو أصغرهم، فمكث أياما لم يسر، فلقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلا منهم، فقال: يا فلان، أما انطلقت؟
فقال: يا رسول الله، أميرنا يشتكي رجله.
فأتاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونفث عليه: " باسم الله وبالله أعوذ بالله وبعزة الله وقدرته من شر ما فيها " سبع مرات، فبرأ الرجل.
فقال له رجل: يا رسول الله، أتؤمره علينا وهو أصغرنا؟
فذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأته للقرآن.
فقال الشيخ: يا رسول الله، لولا أني أخاف أن أتوسده فلا أقوم به، لتعلمته فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تفعل، تعلم القران فإنما مثل القرآن كجراب ملأته مسكا، ثم ربطت على فيه، فإن فتحته فاح

(١) في لسان العرب (أشن): الأشنة: شئ من الطيب أبيض كأنه مقشور قال ابن بري: الأشن: شئ من العطر أبيض دقيق كأنه مقشور من عرق ٨٦١.
(٢) الجعفريات ب ٥٣٣، ص ٢٣٠، المعنون (كتاب غير مترجم)، وعنه في مستدرك الوسائل ٢٣١٤ تسلسل ٤٥٦٨ ورواه أبو الرضا الراوندي في نوادر الراوندي ص ٤ رقم ٢٦، وعنه في بحار الأنوار ٧٠ / 60 رقم 40.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»