تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ٢١

____________________
قلت: هذه الرواية وغيرها مما سنشير إلى بعضها، تدل على حسن معرفة نوح بن دراج، وولايته لآل محمد (عليهم السلام)، كما تدل دعوته إليها على حسن اعتقاده حيث تدعوا إلى طاعة الله ورسوله والأوصياء الطاهرين (عليهم السلام). كل ذلك مع طاعته لهم (عليهم السلام) في الأمر بالتقية، ولذلك اشتبه الأمر على الناس، فأدخله الخلفاء الظلمة في دائرة الدولة الجائرة، وأثبته المحدثون والفقهاء، وساير العلماء العامة المستأجرة في كتبهم، إلى أن ظهر لهم أمره، وإنه كان يوالي محمدا وآل محمد (عليهم السلام) ويعادي أعدائهم سرا، ويجاملهم جهارا، فعزلوه عن ولاية القضاء في الكوفة وبغداد وغيرها، ثم كذبوه، وشنعوا عليه وتركوه.
ومنها: ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات بأسانيد صحاح عن جميل بن دراج، عن أخيه نوح، عن الأجلح، عن سلمة بن كهيل، عن عبد العزيز، عن علي (عليه السلام)، قال: " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يا علي، قد أذهلني هذان الغلامان، يعني الحسن والحسين (عليهما السلام)، أن أحب بعدهما أحدا أبدا، إن ربي أمرني أن أحبهما، وأحب من يحبهما " (1).
ومنها: ما رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) باب جمل من أخبار موسى بن جعفر (عليهما السلام) مع الرشيد، في حديث قصده قتله ثم سؤاله عنه (عليه السلام) عن أمور إن لم يجبه قتله، منها سبب تفضيلكم آل محمد (صلى الله عليه وآله) على بني العباس، وتسميتكم أنفسكم أبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مع أنكم أبناء علي (عليه السلام)، وأنكم تزعمون أنكم ورثتم النبي (صلى الله عليه وآله) مع أن أبا طالب مات في حياته، والعباس عمه، وهو حي

١ - كامل الزيارات: ص 50 / ب 14 / ح 1.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 25 26 27 ... » »»