معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج ٨ - الصفحة ٢٤٠
ليستخبر له خبر أبي الحسن عليه السلام وعبد الله بن أبي عبد الله، فمات قبل أن يرجع إليه عبيد، قال محمد بن أبي عمير: حدثني محمد بن حكيم، قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام وذكرت له زرارة وتوجيهه ابنه عبيدا إلى المدينة، فقال أبو الحسن: إني لأرجو أن يكون زرارة ممن قال الله تعالى: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله).
وغيرها من الروايات التي ذكرها الكشي (63).
أقول: هذه الروايات لا تدل على وهن ومهانة في زرارة، لان الواجب على كل مكلف أن يعرف إمام زمانه ولا يجب عليه معرفة الامام من بعده، وإذا توفي إمام زمانه فالواجب عليه الفحص عن الامام، فإذا مات في زمان الفحص فهو معذور في أمره ويكفيه الالتزام بامامة من عينه الله تعالى، وإن لم يعرفه بشخصه.
وعلى ذلك فلا حرج على زرارة، حيث كان يعرف إمام زمانه، وهو الصادق عليه السلام، ولم يكن يجب عليه معرفة الامام من بعده في زمانه، فلما توفي الصادق عليه السلام، قام بالفحص فأدركه الموت مهاجرا إلى الله ورسوله.
وقد ورد في ذلك عدة روايات. منها: ما رواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام، إذا حدث على الامام حدث كيف يصنع؟ قال عليه اسلام: أين قول الله عز وجل: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) قال عليه السلام: هم في عذر ما داموا في الطلب، وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب ما يجب على الناس عند مضي الامام (89)، الحديث 1.
وقد تقدم في الروايتين الأخيرتين الصحيحتين من الكشي: أن زرارة كان مهاجرا إلى الله تعالى.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست