مستدركات علم رجال الحديث - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ٨ - الصفحة ٢٦١
ورأس الفخر، حللت في الشرف وسطا وتقدمت فيه فرطا.
قال: فإني قد جمعتكم لأمر أريد أن أشاوركم فيه، وأستعين بكم عليه. فقالوا:
إنا والله نمنحك النصيحة، ونحمد لك الرأي فقل نسمع.
فقال: إن معاوية مات فأهون به والله هالكا ومفقودا. ألا وإنه قد انكسر باب الجور والإثم، وتضعضعت أركان الظلم، وقد كان أحدث بيعة عقد بها أمرا ظن قد أحكمه، وهيهات والذي أراد! اجتهد والله ففشل، وشاور فخذل، وقد قام يزيد شارب الخمور، ورأس الفجور، يدعي الخلافة على المسلمين، ويتأمر عليهم مع قصر حلم وقلة علم، لا يعرف من الحق موطئ قدمه.
فأقسم بالله قسما مبرورا لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين. وهذا الحسين بن علي ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل، له فضل لا يوصف، وعلم لا ينزف، وهو أولى بهذا الأمر - إلى آخر كلماته الشريفة في وصف الحسين عليه السلام المنبئة عن حسن معرفته وكماله.
فأجابه أصحابه بأحسن جواب وأسعدوه بأكمل صواب.
ثم كتب إلى الحسين عليه السلام مكاتبة شريفة فيها دلالات على حسنه وكماله ومعرفته، فلما قرأ الحسين صلوات الله عليه الكتاب قال: مالك آمنك الله يوم الخوف وأعزك وأرواك يوم العطش.
فلما تجهز المشار إليه للخروج إلى الحسين عليه السلام، بلغه شهادته قبل أن يسير، فجزع من انقطاعه عنه. ونقله ابن نما مع اختلاف. فراجع للتفصيل كمبا ج 10 / 176 و 177، وجد ج 44 / 337.
16383 - يزيد بن مسلم:
لم يذكروه. وقع في طريق الثقة الجليل الخزاز في كفاية الأثر في حديث النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم وفضائلهم، عن شقيق بن أحمد البلخي، عن سماك، عنه، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، كما فيه باب 3.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست