رجال الخاقاني - الشيخ علي الخاقاني - الصفحة ٩٦
بمكان من القرب منهم وهكذا كلما زادت الصحبة زاد القرب حتى يبلغ مراتب الخواص بل أخص الخواص ومن هنا قالوا صلوات الله عليهم اعرفوا منازل الرجال بقدر روايتهم عنا ولعل من هذا الباب أعني من المدح بالفعل قولهم: من مشايخ الإجازة فان مرجعه إلى أنه يجيز كثيرا حتى صار له دابا وفى ذلك مرجعا وفى الحقيقة هو قابل للدخول في القسمين كما هو واضح وكيف كان فلا ريب في إفادته المدح بل مدحا معتدا به بل لا يبعد إفادته الوثاقة والاعتماد إذ معنى كونه من مشايخ الإجازة انه ممن يستجاز في رواية الكتب المشهورة وذلك أن طريقة الأصحاب على قديم الدهر مستقيمة على عدم استباحة الرواية من الكتب وإن كانت معروفة حتى يروى لهم رواية رواية ولا أقل من أن يجيز لهم الشيخ رواية ما فيه حتى أنهم ليشدون الرحال في ذلك ويتكلفون المشاق وكفاك شاهدا على ذلك ما وقع لعلي بن الحسن بن فضال حيث كان يروى كتب أبيه عن أخويه ولم يستبح روايتها عن أبيه مع أنه كان قابله بها وهو ابن ثماني عشرة سنة غير أنه لم يكن ذلك على سبيل الرواية من حيث إنه لم يكن يعرف ذلك ولم يجزه أبوه وما جرى لأحمد بن محمد بن عيسى مع الحسن بن علي الوشاحين سأله ان يخرج له كتابي العلا بن رزين وأبان بن عثمان الأحمر فلما أخرجهما قال: أحب ان تجيزهما لي فقال له: يرحمك الله ما أعجلك اذهب فاكتبهما واسمع من بعد فقال: لا امن الحدثان (الحكاية) وما حكى حمدويه الثقة عن أيوب بن نوح من أنه دفع إليه دفترا فيه أحاديث محمد ابن سنان فقال: ان شئتم ان تكتبوا ذلك فافعلوا فانى كتبت عن محمد ابن سنان ولكن لا اروى لكم عنه شيئا فإنه قال قبل موته كلما حدثتكم لم يكن لي سماع ولا رواية وانما وحدته ومن هنا استقامت طريقتهم
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»