الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٦٣
العشرين الصابرين (1).، أو السبعين، لاختيار موسى لهم (2)، ليحصل العلم بخبرهم إذا رجعوا (3).، أو ثلاثمائة وثلاثة عشر، عدد أهل بدر (4): ولا يخفى ما في هذه الاختلافات من فنون الجزافات (5).
وأي ارتباط لهذا العدد بالمراد (6)؟ وما الذي أخرجه عن نظائره، مما ذكر في القرآن من ضروب الاعداد (7)؟
ثانيا ": شروط سامعيه (8) وشروط حصول العلم به - أي: بالخبر المتواتر -:

(١) لقوله تعالى في سورة الأنفال الآية ٦٦: (إن يكن منكم عشرون صابرون، يغلبوا مئتين).
(٢) قال الأب فردينان توتيل: موسى (القرن ١٣ ق. م): أشهر رجال التوراة.، ومن أكبر مشترعي البشرية من سبط لاوي. ولد في مصر، وأنقذته ابنة فرعون من المياه، فتربى في قصر أبيها. بدا رسالته في سن الأربعين، بعد أن لجا إلى برية سينا.، فأرسله الرب لينقذ بني إسرائيل، من مظالم فرعون.، فجاز معهم برية سينا مدة أربعين سنة. تلقى من الرب على جبل حوريب: الوصايا العشر.، فسلمهم إياها، وسن لهم الشرائع الأدبية والكهنوتية والاجتماعية، فكانت دستورهم الديني والمدني.، لهذا يعتبر موسى: المؤسس والمخلص والمشترع.، لقب: ب‍: (كليم الله). مات ولم يدخل أرض الميعاد.، المنجد في الاعلام: ص ٦٩٤.
(٣) لقوله تعالى في سورة الأعراف الآية ١٥٦: (واختار موسى قومه سبعين رجلا " لميقاتنا).
(٤) وعلق المددي هنا: (وقيل: بالأربعة، قياسا " على شهود الزنا.، وقيل بالخمسة، قياسا " على اللعان - وتوقف فيه القاضي الباقلاني -.، وقيل: سبعة قياسا " على غسل الاناء من ولوغ الكلب سبع مرات.، وقيل: عشرة، لقوله تعالى: (تلك عشرة كاملة).، وقيل: أربعون، أما أخذا " من عدد الجمعة، واما لقوله - ص - خير السرايا أربعون.، وقيل:
خمسون، قياسا " على القسامة).، ينظر: المستصفى: ١ / ١٣٧ - ١٣٨، وفواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت: ٢ / ١١٦ - ١١٧ (المطبوع بهامش المستصفى)، وتدريب الراوي - شرح تقريب النواوي: 2 / 177 (الهامش).
(5) وعلق فضيلته أيضا ": (يلاحظ هنا أمران):
1 - ان هذه الأقوال العجيبة - لعل الأصح التعبير عنها بالمختلقة -، لم تنسب إلى قائل معين.، بل، في كل المصادر - في أصول الفقه ودراية الحديث -، تذكر هذه الأقوال مجهولة القائل.
2 - لعل الأصل في هذه الأقوال: أنها كانت من أهل التسنن غير الامامية، ثم تسربت إلى كتب الامامية الاثني عشرية.، والا لم نجد في مصنف من مصنفاتنا شيئا " من هذه الأقوال.، بل: ولم يتوقف أحد منهم في ترجيح قول، أو تضعيف آخر.
(6) قال ابن حجر: لا معنى لتعيين العدد على الصحيح.، ينطر: شرح النخبة: ص 3.
(7) كما في قوله تعالى في سورة الإسراء الآية 101: (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات).، وفي سورة المدثر الآية 30: (لواحة للبشر، عليها تسعة عشر).، وفي سورة (ص) الآية 23: (إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة " ولي نعجة واحدة).، وفي سورة الكهف الآية 25: (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا).، و هكذا في بقية آيات الاعداد القرآنية.
(8) الذي في النسخة الخطية ورقة 8 لوحة أ سطر 5: (وشرط حصول العلم به)، فقط.، بدون: (ثانيا ":
شروط سامعيه).
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»