الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٣٦
الحقل الثالث في: المرسل (1) - 1 - وهو: ما رواه عن المعصوم: من لم يدركه (2).
والمراد بالادراك هنا: التلاقي (3) في ذلك الحديث المحدث عنه، بأن رواه عنه بواسطة، وإن أدركه.، بمعنى: اجتماعه معه، ونحوه.، وبهذا المعنى.، يتحقق إرسال الصحابي عن النبي (صلى الله عليه وآله)، بأن يروي الحديث عنه (صلى الله عليه وآله)، بواسطة صحابي آخر (4):
سواء كان الراوي: تابعيا " أم غيره، صغيرا " أم كبيرا ".
وسواء كان الساقط: واحد أم أكثر.
وسواء رواه: بغير واسطة، بأن قال التابعي: قال رسول الله: (صلى الله عليه وآله) مثلا "، أو بواسطة نسيها: بأن صرح بذلك، أو تركها مع علمه بها، أو أبهمها.، كقوله: عن رجل، أو عن بعض أصحابنا، ونحو ذلك.
هذا، هو المعنى العام للمرسل، المتعارف عند أصحابنا.
وقد يختص المرسل: باسناد التابعي إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، من غير ذكر الواسطة.، كقول سعيد بن المسيب (5): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كذا.، وهذا، هو المعنى الأشهر له عند الجمهور (6).

(١) الذي في النسخة الخطية ورقة ٣٢ لوحة أ سطر ١٣: (الثالث: المرسل) فقط.، بدون: (الحقل الثالث: في المرسل).
(٢) قال الشهيد الأول: المرسل: ما رواه عن المعصوم، من يدركه بغير واسطة، أو بواسطة، نسيها، أو تركها، (ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة: ص ٤).
(٣) سيأتي تبيان كيفية التلاقي، في النهاية من هذا الحقل.
(٤) وقد علق المددي هنا بقوله: كأحاديث ابن عباس، فإنه كان صغيرا " عند وفاة النبي صلى الله عليه وآلهفكل ما يرويه عن رسول الله، فإنما يرويه عن صحابي آخر، إلا أحاديث قليلة جدا ": يقال هي: سبعة، أو أربعة، أو ثلاثة.، سمعها من النبي صلى الله عليه وآله.
(٥) سيد التابعين، وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة.، ١٣ - ٩٤ ه‍،..، ينظر: الاعلام: ٣ / ١٥٥.
(٦) ينظر: معرفة علوم الحديث: ٢٥، وكتاب الكفاية في علم الرواية: ص ٢١، والخلاصة في أصول الحديث: ص 65.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»