الأصول الأصيلة - الفيض القاساني - الصفحة ٣٩
شافع مشفع وماحل مصدق ومن جعله امامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو دليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، له تخوم، وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى، ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة، فليجل جال بصره، وليبلغ الصفة نظره، ينج من عطب ويخلص من نشب، فان التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص (1). وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه - السلام انه قال في خطبة له (2). ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه، وسراجا لا يخبو

1 - نقل المصنف (ره) الحديث في المقدمة الأولى من مقدمات تفسيره المسمى بالصافي وقال بعده: " أقول: ما حل أي يمحل بصاحبه إذا لم يتبع ما فيه أعني يسعى به إلى الله تعالى، وقيل: معناه خصم مجادل، والأنيق الحسن المعجب، والتخوم بالمثناة الفوقية والمعجمة جمع تخم بالفتح وهو منتهى الشئ، لمن عرف الصفة أي صفة التعرف وكيفية الاستنباط، والعطب الهلاك، والنشب الوقوع فيما لا مخلص منه ".
2 - ما ذكره المصنف (ره) هنا آخر خطبة مذكورة في أواخر باب المختار من خطب أمير المؤمنين عليه السلام من نهج البلاغة وأولها: " يعلم عجيج الوحوش في الفلوات ومعاصي العباد في الخلوات " (انظر ص 184 - 181 من طبعة تبريز) وان شئت فانظر ص 374 - 373 من شرح نهج البلاغة لابن ميثم أو راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 من طبعة مصر ص 568 - 566).
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»