بالمقاييس (1).
وروى عن عبد الله بن عمر انه قال: " السنة ما سنه رسول الله صلى الله عليه " وآله وسلم، ولا تجعلوا الرأي سنة للمسلمين " (1).
وقال مسروق: " لا أقيس شيئا بشئ أخاف أن تزل قدمي بعد ثبوتها " (1).
وكان ابن سيرين يذم القياس ويقول: " أول من قاس إبليس " (1).
وروي عنه انه كان لا يكاد يقول شيئا برأيه (1).
وقال الشعبي (2) لرجل " لعلك من القايسين " (1).
وقال: " ان أخذتم بالقياس أحللتم الحرام وحرمتم الحلال (1).
وكان أبو سلمة بن عبد الرحمن (3) لا يفتى برأيه.
وإذا كان القوم قد صرحوا بذم القياس وانكاره هذا التصريح، فكيف يدعى ارتفاع نكيرهم؟، وأي نكير يتجاوز ما ذكرناه ورويناه عنهم؟
وليس لهم ان يتأولوا الألفاظ التي رويناها ويستكره [وا] التأويل فيها ويتعسفوه، مثل ان يحملوها على انكار بعض القياس دون بعض، أو على وجه دون وجه، ليسلم لهم ما حكوه من قولهم بالرأي والقياس!
لان ذلك انما يسوغ لو كان ما استدلوا به على قولهم بالقياس غير محتمل للتأويل، وكان صريحا في دلالته على ذلك، فانا قد بينا ان جميع ما تعلقوا به من اختلافهم في مسألة الحرام وغيرها من المسائل لا يدل على القياس، ولا له أيضا