تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ١٣٣
عليها والضال كأنه منغمس في ظلام لا يرى شيئا أو محبوس في مطمورة لا يستطيع الخروج منها «قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون» وهذا أبلغ في الانصاف وابعد من الجدل والاعتساف حيث اسند فيه الاجرام وان أريد به الزلة وترك الأولى إلى أنفسهم ومطلق العمل إلى المخاطبين مع ان اعمالهم أكبر الكبائر قل يجمع بيننا ربنا يوم القيامة عند الحشر والحساب ثم يفتح بيننا بالحق أي يحكم بيننا ويفصل بعد ظهور حال كل منا ومنكم بأن يدخل المحقين الجنة والمبطلين النار وهو الفتاح الحاكم الفيصل في القضايا المنغلقة العليم بما ينبغي ان يقضى به «قل أروني الذين ألحقتم» أي ألحقتموهم «به شركاء» أريد بأمرهم بإراءة الأصنام مع كونها بمرأى منه صلى الله عليه وسلم اظهار خطئهم العظيم واطلاعهم على بطلان رأيهم أي أروينها لأنظر بأي صفة ألحقتموها بالله الذي ليس كمثله شيء في استحقاق العبادة وفيه مزيد تبكيت لهم بعد الزام الحجة عليهم كلا ردع لهم عن المشاركة بعد ابطال المقايسة «بل هو الله العزيز الحكيم» أي الموصوف بالغلبة القاهرة والحكمة الباهرة فأين شركاؤكم التي هي اخس الأشياء إذ لها من هذه الرتبة العالية والضمير اما الله عز وعلا أو للشأن كما في قل هو الله أحد «وما أرسلناك إلا كافة للناس» أي الا إرسالة عامة لهم فإنهم إذا عمتهم فقد كفتهم ان يخرج منها أحد منهم أو الا جامعا لهم في الابلاغ فهي حال من الكاف والتاء للمبالغة ولا سبيل إلى جعلها حالا من الناس لاستحالة تقدم الحال على صاحبها المجرور «بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون» ذلك فيحملهم جهلهم على ما هم عليه من الغى والضلال «ويقولون» من فرط جهلهم وغاية غيهم متى هذا الوعد بطريق الاستهزاء يعنون به المبشر به والمنذر عنه أو الموعود بقوله تعالى بجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا «إن كنتم صادقين» مخاطبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به «قل لكم ميعاد يوم» أي وعد يوم أو زمان وعدو الإضافة للتبيين وقرئ ميعاد يوم منونين على البدل ويوما بإضمار اعني للتعظيم «لا تستأخرون عنه» عند مفاجأته «ساعة ولا تستقدمون» صفة لميعاد وفي هذا الجواب من المبالغة في التهديد مالا يخفي حيث جعل الاستئخار في الاستحالة كالاستقدام الممتنع عقلا وقد مر بيانه مرارا ويجوز ان يكون نفي الاستئجار والاستقدام غير مقيد بالمفاجأة فيكون وصف الميعاد بذلك لتحقيقه
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283