تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ١٢٢
يقتضى إتيانها «أولئك» إشارة إلى الموصول من حيث اتصافه بما في حيز الصلة وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منزلتهم في الفضل والشرف أي أولئك الموصوفون بالصفات الجليلة «لهم» بسبب ذلك «مغفرة» لما فرط منهم من بعض فرطات قلما يخلو عنها البشر «ورزق كريم» لا تعب فيه ولا من عليه «والذين سعوا في آياتنا» بالقدح فيها وصد الناس عن التصديق بها «معاجزين» أي مسابقين كي يفوتونا وقرئ معجزين أي مثبطين عن الايمان من إرادة «أولئك لهم عذاب» الكلام فيه كالذي مر آنفا ومن في قوله تعالى «من رجز» للبيان قال قتادة رضى الله عنه الرجز سوء العذاب وقوله تعالى «أليم» بالرفع صفة عذاب أي أولئك الساعون لهم عذاب من جنس سوء العذاب شديد الإيلام وقرئ اليم بالجر صفة لرجز «ويرى الذين أوتوا العلم» أي يعلم أولو العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يشايعهم من علماء الأمة أو من آمن من علماء أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وكعب واضرابهما رضى الله عنهم «الذي أنزل إليك من ربك» أي القرآن «هو الحق» بالنصب على أنه مفعول ثان ليرى والمفعول الأول هو الموصول الثاني وهو ضمير الفصل وقرئ بالرفع على الابتداء والخبر والجملة هو المفعول الثاني ليرى وقوله تعالى ويرى الخ مستأنف مسوق للاستشهاد بأولى العلم على الجهلة الساعين في الآيات وقيل منصوب عطفا على يجزى أي وليعلم أولو العلم عند مجئ الساعة معاينة انه الحق حسبما علموه الآن برهانا ويحتجوا به على المكذبين وقد جوز أن يراد بأولى العلم من لم يؤمن من الأحبار أي ليعلموا يومئذ انه هو الحق فيزدادوا حسرة وغما «ويهدي» عطف على الحق عطف الفعل على الاسم لأنه في تأويله كما في قوله تعالى صافات ويقبض أي وقابضات كأنه قيل ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك الحق وهاديا «إلى صراط العزيز الحميد» الذي هو التوحيد والتدرع بلباس التقوى وقيل مستأنف وقيل حال من الذي انزل على إضمار مبتدأ أي وهو يهدى كما في قوله من قال [نجوت وأرهنهم مالكا] «وقال الذين كفروا» هم كفار قريش قالوا مخاطبا بعضهم «هل ندلكم على رجل» يعنون به النبي صلى الله عليه وسلم وإنما قصدوا بالتنكير الطنز والسخرية قاتلهم الله تعالى «ينبئكم» أي يحدثكم بعجب عجاب وقرئ ينبئكم من الإنباء «إذا مزقتم كل ممزق» أي إذا متم ومزقت أجسادكم كل تمزيق وفرقت كل تفريق بحيث صرتم ترابا ورفاتا «إنكم لفي خلق جديد» أي مستقرون فيه عدل إليه عن الجملة الفعلية الدالة على الحدوث مثل تبعثون أو
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283