تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٢ - الصفحة ٢٤٩
ثابتا يقينا لا ريب فيه «وأعتدنا للكافرين» أي لهم وإنما وضع المظهر مكان المضمر ذما وتذكيرا لوصفهم أو لجميع الكافرين وهم داخلون في زمرتهم دخولا أولياء «عذابا مهينا» سيذوقونه عند حلوله «والذين آمنوا بالله ورسله» أي على الوجه الذي بين في تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله الآية «ولم يفرقوا بين أحد منهم» بأن يؤمنوا ببعضهم ويكفروا بآخرين كما فعله الكفرة ودخول بين على أحد قد مر تحقيقه في سورة البقرة بما لا مزيد عليه «أولئك» المنعوتون بالنعوت الجليلة المذكورة «سوف يؤتيهم أجورهم» الموعودة لهم وتصديره بسوف لتأكيد الوعد والدلالة على أنه كائن لا محالة وإن تراخى وقرئ نؤتيهم بنون العظمة «وكان الله غفورا» لما فرط منهم «رحيما» مبالغا في الرحمة عليهم بتضعيف حسناتهم «يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء» نزلت في أحبار اليهود حين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت نبيا فأتنا بكتاب من السماء جملة كما أتى به موسى عليه الصلاة والسلام وقيل كتابا محررا بخط سماوي على اللوح كما نزلت التوراة أو كتابا نعاينه حين ينزل أو كتابا إلينا بأعياننا بأنك رسول الله وما كان مقصدهم بهذه العظيمة إلا التحكم والتعنت قال الحسن ولو سألوه لكي يتبينوا الحق أعطاهم وفيما آتاهم كفاية «فقد سألوا موسى أكبر من ذلك» جواب شرط مقدر أي إن استكبرت ما سألوه منك فقد سألوا موسى شيئا أكبر وقيل تعليل للجواب أي فلا تبال بسؤالهم فقد سألوا موسى أكبر وهذه المسألة وإن صدرت عن أسلافهم لكنهم لما كانوا مقتدين بهم في كل ما يأتون وما يذرون أسندت إليهم والمعنى أن لهم في ذلك عرقا راسخا وأن ما اقترحوا عليك ليس أول جهالاتهم «فقالوا أرنا الله جهرة» أي أرناه نره جهرة أي عيانا أو مجاهرين معاينين له والفاء تفسيرية «فأخذتهم الصاعقة» أي النار التي جاءت من السماء فأهلكتهم وقرئ الصعقة «بظلمهم» أي بسبب ظلمهم وهو تعنتهم وسؤالهم لما يستحيل في تلك الحالة التي كانوا عليها وذلك لا يقتضى امتناع الرؤية مطلقا «ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات» أي المعجزات التي أظهرها لفرعون من العصا واليد البيضاء وفلق البحر وغيرها لا التوراة لأنها لم تنزل عليهم بعد «فعفونا عن ذلك» ولم نستأصلهم وكانوا أحقاء به قيل هذا استدعاء لهم إلى التوبة كأنه قيل إن أولئك أجرموا تابوا فعفونا عنهم فتوبوا أنتم أيضا حتى نعفو عنكم «وآتينا موسى سلطانا مبينا» سلطانا ظاهرا عليهم حيث أمرهم بأن يقتلوا
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (3 - سورة آل عمران) 2
2 قوله تعالى: قل أنبئكم بخير من ذلكم اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار. 15
3 قوله تعالى: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. 25
4 قوله تعالى: فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله 40
5 (الجزء الرابع) قوله تعالى: كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل نفسه من قبل أن تنزل التوراة 58
6 قوله تعالى: من أهل الكتاب أمة قائمة يتلوا آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. 72
7 قوله تعالى: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. 85
8 قوله تعالى: إذ تصعدون ولا تتلون على أحد والرسول يدعوكم. 100
9 قوله تعالى: لتبلون في أموالكم وأنفسكم 123
10 (4 - سورة النساء) قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي من نفس واحدة. 137
11 قوله تعالى: ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد. 151
12 (الجزء الخامس) قوله تعالى: والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم. 163
13 قوله تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. 175
14 قوله تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها. 201
15 قوله تعالى: فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا. 212
16 قوله تعالى: ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة. 224
17 قوله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس. 232
18 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط. 242
19 (الجزء السادس) قوله تعالى: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم. 247
20 قوله تعالى: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده. 254