الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٤٢
والخاتم والكحل * وأخرج سفيد وابن جرير عن ابن جريج قال قال ابن عباس في قوله ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها قال الخاتم والمسكة قال ابن جريج وقالت عائشة رضي الله عنها القلب والفتخة قالت عائشة دخلت على ابنة أخي لأمي عبد الله بن الطفيل مزينة فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأعرض فقالت عائشة رضي الله عنها انها ابنة أخي وجارية فقال إذا عركت المرأة لم يحل لها ان تظهر الا وجهها والا ما دون هذا وقبض على ذراع نفسه فترك بين قبضته وبين الكف مثل قبضة أخرى * وأخرج أبو داود والترمذي وصححه والنسائي والبيهقي في سننه عن أم سلمة انها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم وميمونة فقالت بينا نحن عنده أقبل ابن أبي مكتوم فدخل عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجبا عنه فقالت يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا فقال أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه * وأخرج أبو داود وابن مردويه والبيهقي عن عائشة ان أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فاعرض عنها وقال يا أسماء ان المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح ان يرى منها لا هذا وأشار إلى وجهه وكفه * وأخرج أبو داود في مراسيله عن قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الجارية إذا حاضت لم يصلح ان يرى منها الا وجهها ويداها إلى المفصل والله أعلم * قوله تعالى (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) * أخرج البخاري وأبو داود والنسائي وابن جرير ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة قالت رحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربن بخمرهن على جيوبهن أخذ النساء أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والحاكم وصححه عن عائشة قالت لما نزلت هذه الآية وليضربن بخمرهن على جيوبهن شققن أكتف مروطهن فاختمرن به * وأخرج الحاكم وصححه عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي تختمر فقال ليلة لا ليتين * وأخرج أبو داود وابن أبي حاتم وابن مردويه عن صفية بنت شيبة قالت بينا نحن عند عائشة فذكرن نساء قريش وفضلهن فقالت عائشة ان نساء قريش لفظي وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا لكتاب الله ولا ايمانا بالتنزيل لقد أنزلت سورة النور وليضربن بخمرهن على جيوبهن انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل إليهن فيها ويتلو الرجل على امرأته وبنته وأخته وعلى ذي قرابته فما منهن امرأة الا قامت إلى مرطها فاعتجرت به تصديقا وايمانا بما أنزل الله في كتابه فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم للصبح معتجرات كأن على رؤسهن الغربان * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن عائشة ان امرأة دخلت عليها وعليها خمار رقيق يشف جبينها فاخذته عائشة فشقته ثم قالت ألا تعلمين ما أنزل الله في سورة النور فدعت لها بخمار فكستها إياه * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير وليضربن وليشددن بخمرهن على جيوبهن يعنى النحر والصدر فلا يرى منه شئ * وأخرج أبو داود في الناسخ عن ابن عباس قال في سورة النور ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن وقال يدنين عليهن من جلابيبهن ثم استثنى فقال والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن الآية والمتبرجات اللائي يخرجن غير نحورهن * قوله تعالى (ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها والزينة الظاهرة الوجه وكحل العينين وخضاب الكف والخاتم فهذا تظهره في بيتها لمن دخل عليها ثم قال ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن أو آبائهن الآية والزينة التي تبديها لهؤلاء قرطاها وقلادتها وسوارها فاما خلخالها ومعضدها ونحرها وشعرها فإنها لا تبديه الا لزوجها * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ولا يبدين زينتهن يعنى ولا يضعن الجلباب وهو القناع من فوق الخمار الا لبعولتهن أو آبائهن الآية قال فهو محرم وكذلك العم والخال أو نسائهن يعنى نساء المؤمنات أو ما ملكت أيمانهن يعنى عبد المرأة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الشعبي وعكرمة في هذه الآية ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن حتى فرغ منها قال لم يذكر العم والخال لأنهما ينعتان لأبنائهما فلا تضع خمارها عند العم والخال * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أو نسائهن قال من المسلمات لا تبديه ليهودية ولا لنصرانية وهو النجر والقرط والوشاح وما حوله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست