الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٦٠
حتى يقرأ تبارك وحم السجدة * قوله تعالى (وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وقالوا قلوبنا في أكنة قالوا كالجعبة للنبل * وأخرج أبو سهل السرى ابن سهل الجنديسابوري في حديثه من طريق عبد القدوس عن نافع بن الأزرق عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله وقالوا قلوبنا في أكنه الآية قال أقبلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم ما يمنعكم من الاسلام فتسودوا العرب فقالوا يا محمد ما نفقه ما تقول ولا نسمعه وان على قلوبنا لغلفا وأخذ أبو جهل ثوبا فمده فيما بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فقل لهم النبي صلى الله عليه وسلم أدعوكم إلى خصلتين أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله فلما سمعوا شهادة أن لا إله إلا الله ولوا على أدبارهم نفورا وقالوا أجعل الآلهة إلها واحدا ان هذا لشئ عجاب وقال بعضهم لبعض امشوا واصبروا على آلهتكم ان هذا لشئ يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ان هذا الا اختلاق أأنزل عليه الذكر من بيننا وهبط جبريل فقال يا محمد ان الله يقرئك السلام ويقول أليس يزعم هؤلاء أن على قلوبهم أكنه أن يفقهوه وفي آذانهم وقر فليس يسمعون قولك كيف وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا لو كان كما زعموا لم ينفروا ولكنهم كاذبون يسمعون ولا ينتفعون بذلك كراهية له فلما كان من الغد أقبل منهم سبعون رجلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد أعرض علينا الاسلام فلما عرض عليهم الاسلام أسلموا عن آخرهم فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم قال الحمد الله ألستم بالأمس تزعمون أن على قلوبكم غلفا وقلوبكم في أكنة مما ندعوكم إليه وفي آذانكم وقرا وأصبحتم اليوم مسلمين فقالوا يا رسول الله كذبنا والله بالأمس لو كان كذلك ما اهتدينا أبدا ولكن الله الصادق والعباد الكاذبون عليه وهو الغنى ونحن الفقراء إليه * قوله تعالى (وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة قال لا يشهدون أن لا إله إلا الله وفي قوله لهم أجر غير ممنون قال غير منقوص * وأخرج عبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة قال لا يقولوا لا إله إلا الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله الذين لا يؤتون الزكاة قال كان يقال الزكاة قنطرة الاسلام من قطعها برئ ونجا ومن لم يقطعها هلك والله أعلم * قوله تعالى (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) الآيات * أخرج ابن جرير والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السماوات والأرض فقال خلق الله الأرض يوم الاحد والاثنين وخلق الجبال وما فيهن من منافع يوم الثلاثاء وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب فهذه أربعة فقال تعالى قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين وخلق يوم الخميس السماء خلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقين منه فخلق في أول ساعة من هذه الثلاثة الآجال حين يموت ومن مات وفي الثانية ألقي الآفة على كل شئ من منتفع به وفي الثالثة خلق آدم وأسكنه الجنة وأمر إبليس بالسجود له وأخرجه منها في آخر ساعة قالت اليهود ثم ماذا يا محمد قال ثم استوى على العرش قالوا قد أصبت لو أتممت ثم قالوا استراح فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا فنزل ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وقدر فيها أقواتها قال شق الانهار وغرس الأشجار ووضع الجبال وأجرى البحار وجعل في هذه ما ليس في هذه وفي هذه ما ليس في هذه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وقدر فيها أقواتها قال قدر كل أرض شيئا لا يصلح في غيرها * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله وقدر فيها أقواتها قال لا يصلح النيسابوري الا بنيسابور ولا ثياب
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست