الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٥٨
فيها بأرجلهم وفي قوله فرحوا بما عندهم من العم قال قولهم نحن أعلم منهم ولن نعذب وفي قوله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن قال ما جاءت به رسلهم من الحق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم قال من بلد إلى بلد وفي قوله سنت الله التي قد خلت في عباده قال سنته انهم كانوا إذا رأوا بأسنا آمنوا فلم ينفعهم ايمانهم عند ذلك * (سورة فصلت مكية) * * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت حم السجدة بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو يعلى والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن عساكر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال اجتمع قريش يوما فقالوا انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب ديننا فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه فقالوا ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة قالوا أنت يا أبا الوليد فاتاه فقال يا محمد أنت خير أم عبد الله أنت خير أم عبد المطلب فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فان كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت وان كنت تزعم انك خير منهم فتكلم حتى نسمع لك أما والله ما رأينا سلحة قط أشأم على قومه منك فرقت جماعتنا وشتت أمرنا وعبت ديننا وفضحتنا في العرب حتى لقد طار فيهم ان في قريش ساحرا وان في قريش كاهنا والله ما ننتظر الا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف يا أيها الرجل ان كان انما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا واحدا وان كان نما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فرغت قال نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون حتى بلغ فان أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فقال عتبة حسبك ما عندك غير هذا قال لا فرجع إلى قريش فقالوا ما وراءك قال ما تركت شيئا أرى انكم تكلمون به الا كلمته قالوا هل أجابك قال والذي نصبها بنية ما فهمت شيئا مما قال غير أنه قال أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود قالوا ويلك يكلمك الرجل بالعربية وما تدرى ما قال قال لا والله ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال حدثت ان عتبة بن ربيعة وكان أشد قريش حلما قال ذات يوم وهو جالس في نادى قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده في المسجد يا معشر قريش الا أقوم إلى هذا فأكلمه فاعرض عليه أمورا لعله ان يقبل منها بعضه ويكف عنا قالوا بلى يا أبا الوليد فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث فيما قال له عتبة وفيما عرض عليه من المال والملك وغير ذلك حتى إذا فرغ عتبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرغت يا أبا الوليد قال نعم قال فاسمع منى قال افعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون فلما سمعها عتبة أنصت لها وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يستمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة فسجد فيها ثم قال سمعت يا أبا الوليد قال سمعت قال أنت وذاك فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به فلما جلس إليهم قالوا ما وراءك يا أبا الوليد قال والله انى قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة والله ليكونن لقوله الذي سمعت نبا * وأخرج أبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على عتبة بن ربيعة حم تنزيل من الرحمن الرحيم أتى أصحابه فقال يا قوم أطيعوني في هذا اليوم واعصوني بعده فوالله لقد سمعت من هذا الرجل كلاما ما سمعت مثله قط وما دريت ما أرد عليه * واخرج البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير فنزل في بنى غنم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو الناس فجاء سعد بن معاذ فتوعده فقال له أسعد بن زرارة اسمع من قوله فان سمعت منكرا فاردده يا هذا وان سمعت حقا فأجب إليه فقال ماذا تقول
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»
الفهرست