الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٦٢
رضى الله تعالى عنه قال كان لقمان عليه السلام نبيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ليث رضى الله تعالى عنه كانت حكمة لقمان عليه السلام نبوة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله تعالى عنه قال كان لقمان عليه السلام رجلا صالحا ولم يكن نبيا * وأخرج الطبراني والرامهرمزي في الأمثال بسند ضعيف عن أبي امامة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى عليك بمجالس العلماء واستمع كلام الحكماء فان الله يحيى القلب الميت بنور الحكمة كما تحيا الأرض الميتة بوابل المطر * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء رضي الله عنه انه ذكر لقمان الحكيم فقال ما أوتى ما أوتى عن أهل ولا مال ولا حسب ولا خصال ولكنه كان رجلا صمصامة سكيتا طويل التفكر عميق النظر لم ينم نهارا قط ولم يره أحد يبزق ولا يتنحنح ولا يبول ولا يتغوط ولا يغتسل ولا يعبث ولا يضحك وكان لا يعيد منطقا نطقه الا ان يقول حكمة يستعيدها إياه وكان قد تزوج وولد له أولاد فماتوا فلم يبك عليهم وكان يغشى السلطان ويأتي الحكماء لينظر ويتفكر ويعتبر فبذلك أوتى ما أوتى * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وابن جرير عن عمر بن قيس رضي الله عنه قال مر رجل بلقمان عليه السلام والناس عنده فقال ألست عبد بنى فلان قال بلى قال ألست الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا قال بلى قال فما الذي بلغ بك ما أرى قال تقوى الله وصدق الحديث وأداء الأمانة وطول السكوت عما لا يعنيني * وأخرج أحمد في لزهد عن محمد بن جحادة رضي الله عنه مثله * وأخرج أحمد والحكيم الترمذي والحاكم في الكنى والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لقمان الحكيم كان يقول إن الله إذا استودع شيئا حفظه * وأخرج ابن أبي الدنيا في نعت الخائفين عن الفضل الرقاشي قال ما زال لقمان يعظ ابنه حتى انشقت مرارته فمات * وأخرج ابن أبي الدنيا عن حفص بن عمر الكندي قال وضع لقمان عليه السلام جرابا من خردل إلى جنبه وجعل يعظ ابنه موعظة ويخرج خردلة فنفذ الخردل فقال يا بنى لقد وعظتك موعظة لو وعظتها جبلا لتفطر فتفطر ابنه * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنى إياك والتقنع فإنها مخوفة بالليل مذلة بالنهار * وأخرج العسكري في الأمثال والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن أنس ان لقمان عليه السلام كان عبدا لداود وهو يسرد الدرع فجعل يفتله هكذا بيده فجعل لقمان عليه السلام يتعجب ويريد ان يسأله وتمنعه حكمته أن يسأله فلما فرغ منها صبها على نفسه وقال نعم درع الحرب هذه فقال لقمان الصمت من الحكمة وقليل فاعله كنت أردت ان أسالك فسكت حتى كفيتني * وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الايمان عن عون بن عبد الله رضي الله عنه قال قال لقمان لابنه يا بنى ارج الله رجاء لا تأمن فيه مكره وخف الله مخافة لا تيأس بها من رحمته فقال يا أبتاه وكيف أستطيع ذلك وانما لي قلب واحد قال ا؟ ومن كذا له قلبان قلب يرجو به وقلب يخاف به * وأخرج البيهقي عن سليمان التيمي رضى الله تعالى عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى أكثر من قول رب اغفر لي فان لله ساعة لا يرد فيها سائل * وأخرج البيهقي والصابوني في المائتين عن عمران بن سليم رضي الله عنه قال بلغني ان لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى حملت الحجارة والحديد والحمل الثقيل فلم أحمل شيئا أثقل من جار السوء يا بنى انى قد ذقت المر كله فلم أذق شيئا أمر من الفقر * وأخرج ابن أبي الدنيا في اليقين عن الحسن رضي الله عنه قال قال لقمان لابنه يا بنى ان العمل لا يستطاع الا باليقين ومن يضعف يقينه يضعف عمله يا بنى إذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة فاغلبه باليقين والنصيحة وإذا جاءك من قبل الكسل والسآمة فاغلبه بذكر القبر والقيامة وإذا جاءك من قبل الرغبة والرهبة فأخبره ان الدنيا مفارقة متروكة * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى عن وهب رضى الله تعالى عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى اتخذ تقوى الله تجارة يأتك الربح من غير بضاعة * وأخرج ابن أبي الدنيا في الرضا عن سعيد بن المسيب قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته الا جعلت في الضمير منك؟؟؟ ذلك خير لك قال أما هذا فلا أقدر أعطيكها دون ان أعلم ما قلت كما قلت قال يا بنى فان الله قد بعث نبيا هلم حتى تأتيه فصدقه قال اذهب يا أبت فخرج على حمار وابنه على حمار وتزودا ثم سارا أياما وليالي حتى
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست