الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٥
نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يقتدى به فسجد بها داود عليه السلام فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسجد في ص حتى نزلت أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده فسجد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج الترمذي وابن ماجة والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم كأني أصلى عند شجرة وكأني قرأت سورة السجدة فسجدت فرأيت الشجرة سجدت بسجودي وكأني أسمعها وهي تقول اللهم اكتب لي بها عندك ذكرا وضع عنى بها وزرا واجعلها إلى عندك ذخرا وأعظم بها أجرا وتقبل منى كما تقبلت من عبدك داود قال ابن عباس فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم السجدة فسمعته يقول في سجوده كما أخبر الرجل عن قول الشجرة * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في ص * وأخرج ابن مردويه عن السائب بن يزيد قال صليت خلف عمر الفجر فقرأ بنا سورة ص فسجد فيها فلما قضى الصلاة قال له رجل يا أمير المؤمنين ومن عزائم السجود هذه فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها * وأخرج ابن مردويه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في ص * وأخرج الدارمي وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي سعيد الخدري قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ص فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه فلما كان آخر يوم قرأها فلما بلغ السجدة تهيا الناس للسجود فقال انما هي توبة نبي ولكني رأيتكم تهيأتم للسجود فنزل فسجد * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة ص وهو على المنبر فلما أتى على السجدة قرأها ثم نزل فسجد * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير ان عمر بن الخطاب كان يسجد في ص * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال في ص سجدة * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن مسعود انه كان لا يسجد في ص ويقول انما هي توبة نبي ذكرت * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية قال كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسجد في ص وبعضهم لا يسجد فأي ذلك شئت فافعل * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي مريم قال لما قدم عمر الشام أتى محراب داود عليه السلام فصلى فيه فقرأ سورة ص فلما انتهى إلى السجدة سجد * وأخرج أحمد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي سعيد انه رأى رؤيا انه يكتب ص فلما انتهى إلى التي يسجد بها رأى الدواة والقلم وكل شئ بحضرته انقلب ساجدا فقصها على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل يسجد بها بعد * وأخرج أبو يعلى عن أبي سعيد قال رأيت فيما يرى النائم كأني تحت شجرة وكان الشجرة تقرأ ص فلما أتت على السجدة سجدت فقالت في سجودها اللهم اغفر لي بها اللهم حط عنى بها وزرا واحدث لي بها شكرا وتقبلها منى كما تقبلت من عبدك داود سجدته فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال سجدت أنت يا أبا سعيد فقلت لا فقال أنت أحق بالسجود من الشجرة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ص ثم أتى على السجدة وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها * وأخرج الطبراني والخطيب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السجدة التي في ص سجدها داود توبة ونحن نسجدها شكرا * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في سفره وهو يقرأ ص فسجد فيها * قوله تعالى (وان له عندنا لزلفى وحسن مآب) * أخرج أحمد في الزهد والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مالك ابن دينار في قوله وان عندنا لزلفى وحسن مآب قال مقام داود م عليه السلام يوم القيامة عند ساق العرش ثم يقول الرب جل وعلا يا داود مجدني اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني به في الدنيا فيقول يا رب كيف وقد سلبته فيقول انى راده عليك اليوم فيندفع بصوت يستفز نعيم أهل الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب أنه قال وان له عندنا لزلفى أول الكائن يوم القيامة داود وابنه عليهما السلام * وأخرج عبد بن حميد عن السدى بن يحيى قال حدثني أبو حفص رجل قد أدرك عمر بن الخطاب ان الناس يصيبهم يوم القيامة عطش وحر شديد فينادى المنادى داود فيسقى على رؤس العالمين فهو الذي ذكر الله وان له عندنا
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست