الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٠
أمرني ان أقتلك فقال تقتلني بغير بينة ولا تثبت قال نعم والله لأنفذن أمر الله فيك فقال له الرجل لا تعجل على حتى أخبرك انى والله ما أخذت بهذا الذنب ولكني كنت اغتلت والد هذا فقتلته فبذلك أخذت فامر به داود عليه السلام فقتل فاشتدت هيبته في بني إسرائيل وشدد به ملكه فهو قول الله تعالى وشددنا ملكه * وأخرج ابن جرير والحاكم عن السدى رضي الله عنه في قوله وشددنا ملكه قال كان يحرسه كل يوم وليلة أربعة آلاف وفي قوله وآتيناه الحكمة قال النبوة وفصل الخطاب قال علم القضاء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما وآتيناه الحكمة قال أعطى الفهم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه وآتيناه الحكمة قال الصواب وفصل الخطاب قال الايمان والشهود * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه وفصل الخطاب قال إصابة القضاء وفهمه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي عبد الرحمن رضي الله عنه وفصل الخطاب قال فصل القضاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه وفصل الخطاب قال الفهم في القضاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي عن شريح رضي الله عنه وفصل الخطاب قال الشهود والايمان * وأخرج البيهقي عن أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه ان داود عليه السلام أمر بالقضاء فقطع به فأوحى الله تعالى إليه ان استحلفهم باسمي وسلهم البينات قال فذلك فصل الخطاب * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن قتادة رضي الله عنه وفصل الخطاب قال البينة على المدعى واليمين على المدعى عليه * وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه في قوله وفصل الخطاب قال هو قول الرجل أما بعد * وأخرج ابن أبي حاتم والديلمي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال أول من قال أما بعد داود عليه السلام وهو فصل الخطاب * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر عن الشعبي رضى الله عن انه سمع زياد بن أبي سفيان رضي الله عنه يقول فصل الخطاب الذي أوتى داود عليه السلام أما بعد * قوله تعالى (وهل أتاك نبأ الخصم) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان داود عليه السلام حدث نفسه ان ابتلى ان يعتصم فقيل له انك ستبتلى وستعلم اليوم الذي تبتلى فيه فخذ حذرك فقيل له هذا اليوم الذي تبتلى فيه فاخذ الزبور ودخل المحراب وأغلق باب المحراب وأدخل الزبور في حجره وأقعد منصفا على الباب وقال لا تأذن لأحد على اليوم فبينما هو يقرأ الزبور إذ جاء طائر مذهب كأحسن ما يكون للطير فيه من كل لون فجعل يدرج بين يديه فدنا منه فأمكن ان يأخذه فتناوله بيده ليأخذه فطار فوقع على كوة المحراب فدنا منه ليأخذه فطار فأشرف عليه لينظر أين وقع فإذا هو بامرأة عند بركتها تغتسل من الحيض فلما رأت ظله حركت رأسها فغطت جسدها أجمع بشعرها وكان زوجها غازيا في سبيل الله فكتب داود عليه السلام إلى رأس الغزاة انظر فاجعله في حملة التابوت اما ان يفتح عليهم واما أن يقتلوا فقدمه في حملة التابوت فقتل فلما انقضت عدتها خطبها داود عليه السلام فاشترطت عليه ان ولدت غلاما ان يكون الخليفة من بعده وأشهدت عليه خمسا من بني إسرائيل وكتبت عليه بذلك كتابا فأشعر بنفسه انه كتب حتى ولدت سليمان عليه الصلاة والسلام وشب فتسور عليه الملكان المحراب فكان شأنهما ما قص الله تعالى في كتاب وخر داود عليه السلام ساجدا فغفر الله له وتاب عليه * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما أصابه القدر الا من عجب عجب بنفسه وذلك أنه قال يا رب ما من ساعة من ليل ونهار الا وعابد من بني إسرائيل يعبدك يصلى لك أو يسبح أو يكبر وذكر أشياء فكره الله ذلك فقال يا داود ان ذلك لم يكن الا بي فلولا عوني ما قويت عليه وجلالي لأكلك إلى نفسك يوما قال يا رب فأخبرني به فأصابته الفتنة ذلك اليوم * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن أبي حاتم بسند ضعيف عن أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن داود عليه السلام حين نظر إلى المرأة قطع على بني إسرائيل وأوصى صاحب الجيش فقال إذا حضر العدو تضرب فلانا بين يدي التابوت وكان التابوت في ذلك الزمان يستنصر به من قدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يقتل أو ينهزم معه الجيش فقتل وتزوج المرأة ونزل المكان على داود عليه السلام فسجد فمكث أربعين ليلة ساجدا حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه فأكلت الأرض جبينه وهو
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست