الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٨
وتولى عنهم وقال يا أسفا على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم من الغيظ قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين الميتين قال انما أشكو بثي وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون قال أتى يوسف جبريل عليه السلام وهو في السجن فسلم عليه وجاءه في صورة رجل حسن الوجه طيب الريح نقى الثياب فقال له يوسف أيها الملك الحسن الوجه الكريم على ربه الطيب ريحه حدثني كيف يعقوب قال حزن عليك حزنا شديدا قال فما بلغ من حزنه قال حزن سبعين مشكلة قال فما بلغ من أجره قال أجر سبعين شهيدا قال يوسف عليه السلام فإلى من أوى بعدي قال إلى أخيك بنيامين قال فتراني ألقاه قال نعم فبكى يوسف عليه السلام لما لقى أبوه بعده ثم قال ما أبالي بما لقيت ان الله أرانيه قال فلما أخبروه بدعاء الملك أحست نفس يعقوب وقال ما يكون في الأرض صديق الا ابني فطمع وقال لعله يوسف قال يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه بمصر ولا تيأسوا من روح الله قال من فرج الله ان يرد يوسف فلما رجعوا إليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فاوف لنا الكيل بها كما كنت تعطينا بالدراهم الجيدة وتصدق علينا تفضل ما بين الجياد والرديئة قال لهم يوسف ورحمهم عند ذلك ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أئنك لانت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي فاعتذروا إليه قالوا يا الله لقد آثرك الله علينا وان كنا لخاطئين قال لا تثريب عليكم اليوم لا أذكر لكم ذنبكم يغفر الله لكم ثم قال ما فعل أبى بعدي قالوا عمى من الحزن فقال اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين فقال يهودا انا ذهبت بالقميص إلى يعقوب عليه السلام وهو متلطخ بالدماء وقلت إن يوسف قد أكله الذئب وأنا أذهب بالقميص وأخبره ان يوسف عليه السلام حي فأفرحه كما أحزنته فهو كان البشير فلما فصلت العير من مصر منطلقة إلى الشام وجد يعقوب عليه السلام ريح يوسف عليه السلام فقال لبني بنيه إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون قال له بنو بنيه تالله انك لفي ضلالك القديم من شأن يوسف فلما ان جاء البشير وهو يهودا ألقى القميص على وجهه فارتد بصيرا قال لبنيه ألم أقل لكم انى أعلم من الله مالا تعلمون ثم حملوا أهلهم وعيالهم فلما بلغوا مصر كلم يوسف عليه السلام الملك الذي فوقه فخرج هو والملك يتلقونهم فلما لقيهم قال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه أباه وخالته ورفعهما على العرش قال السرير فلما حضر يعقوب الموت أوصى إلى يوسف ان يدفنه عند إبراهيم فمات فنفح فيه المر ثم حمله إلى الشام وقال يوسف عليه السلام رب قد آتيتني من الملك إلى قوله توفني مسلما وألحقني بالصالحين قال ابن عباس رضي الله عنهما هذا أول نبي سأل الله الموت وأخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم مفرقا في السورة * وأخرج ابن جرير ثنا وكيع ثنا عمرو بن محمد العبقري عن أسباط عن السدى وقال ابن أبي حاتم حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا الحسين بن علي ثنا عامر بن الفرات عن أسباط عن السدى به * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله إذ قالوا ليوسف وأخوه يعنى بنيامين وهو أخو يوسف لأبيه وأمه وفى قوله ونحن عصبة قال العصبة بين العشرة إلى الأربعين * واخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ونحن عصبة قال العصبة الجماعة وفى قوله ان أبانا لفي ضلال مبين قال لفي خطأ من رأيه * قوله تعالى (قال قائل منهم) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف قال كنا نحدث انه روبيل وهو أكبر إخوته وهو ابن خالة يوسف * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف قال هو شمعون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب قال قاله كبيرهم الذي تخلف قال والجب بئر بالشام يلتقطه بعض السيارة قال التقطه ناس من الاعراب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وألقوه في غيابت الجب يعنى الركية * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال الجب البئر * واخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وألقوه في غيابت الجب قال هي بئر ببيت المقدس يقول في بعض نواحيها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال الجب الذي جعل فيه يوسف عليه
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست