الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٩
وهم ينهون عنه وينأون عنه قال كفار مكة كانوا يدفعون الناس عنه ولا يجيبون النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وهم ينهون قال قريش عن الذكر وينأون عنه يقول يتباعدون * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وهم ينهون عنه قال ينهون عن القرآن وعن النبي صلى الله عليه وسلم وينأون عنه يتباعدون عنه * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال في قوله وهم ينهون عنه وينأون عنه قال نزلت في عمومه النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا عشرة فكانوا أشد الناس معه في العلانية وأشد الناس عليه في السر * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله وهم ينهون عنه قال عن قتله وينأون عنه قال لا يتبعونه * قوله تعالى (ولو ترى إذ وقفوا) الآيات * أخرج أبو عبيد وابن جرير عن هارون قال في حرف ابن مسعود يا ليتنا نرد فلا نكذب بالفاء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل قال من أعمالهم ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه يقول ولو وصل الله لهم دنيا كدنياهم التي كانوا فيها لعادوا إلى أعمالهم أعمال السوء التي كانوا نهوا عنها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل يقول بدت لهم أعمالهم في الآخرة التي افتروا في الدنيا * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس قال فأخبر الله سبحانه انهم لو ردوا لم يقدروا على الهدى فقال ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه أي ولو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى كما حلنا بينهم وبينه أول مرة وهم في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه قال وقالوا حين يردون ان هي الا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين * قوله تعالى (قالوا يا حسرتنا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الحسرة الندامة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والخطيب بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله يا حسرتنا قال الحسرة ان يرى أهل النار منازلهم من الجنة في الجنة فتلك الحسرة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله يا حسرتنا قال ندامتنا على ما فرطنا فيها قال ضيعنا من عمل الجنة وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم قال ليس من رجل ظالم يموت فيدخل قبره الا جاءه رجل قبيح الوجه أسود اللون منتن الريح عليه ثياب دنسة حتى يدخل معه قبره فإذا رآه قال له ما أقبح وجهك قال كذلك كان عملك قبيحا قال ما أنتن ريحك قال كذلك كان عملك متنا قال ما أدنس ثيابك فيقول ان عملك كان دنسا قال من أنت قال أنا عملك فيكون معه في قبره فإذا بعث يوم القيامة قال له انى كنت أحملك في الدنيا باللذات والشهوات فأنت اليوم تحملني فيركب على ظهره فيسوقه حتى يدخله النار فذلك قوله يحملون أوزارهم على ظهورهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عمرو بن قيس الملائي قال إن المؤمن إذا خرج من قبره استقبله عمله في أحسن صورة وأطيبه ريحا فيقول له هل تعرفني فيقول لا الا ان الله قد طيب ريحك وحسن صورتك فيقول كذلك كنت في الدنيا أنا عملك الصالح طالما ركبتك في الدنيا فاركبني أنت اليوم وتلا يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا وان الكافر يستقبله أقبح شئ صورة وأنتنه ريحا فيقول هل تعرفني فيقول لا الا ان الله قد قبح صورتك ونتن ريحك فيقول كذلك كنت في الدنيا أنا عملك السيئ طالما ركبتني في الدنيا فانا اليوم أركبك وتلا وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن قيس عن أبي مرزوق مثله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ألا ساء ما يزرون قال ما يعملون * قوله تعالى (وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو) * أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال كل لعب لهو * قوله تعالى (قد نعلم أنه ليحزنك) الآية * أخرج الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والضياء في المختارة عن علي قال قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم انا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت به فأنزل الله فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي يزيد المدني ان النبي صلى الله عليه وسلم لقى أبا جهل فجعل أبو جهل يلاطفه ويسائله فمر به بعض شياطينه فقال أتفعل هذا قال أي والله انى لأفعل به
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست