الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٦
صيرهم إلى النار * قوله تعالى (كتب على نفسه الرحمة) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سلمان في قوله كتب على نفسه الرحمة قال انا نجده في التوراة عطيفتين ان الله خلق السماوات والأرض ثم جعل مائة رحمة قبل أن يخلق الخلق ثم خلق الخلق فوضع بينهم رحمة واحدة وأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة فيها يتراحمون وبها يتعاطفون وبها يتباذلون وبها يتزاورون وبها تحن الناقة وبها تنتج البقرة وبها تيعر الشاة وبها تتابع الطير وبها تتابع الحيتان في البحر فإذا كان يوم القيامة جمع تلك الرحمة إلى ما عنده ورحمته أفضل وأوسع * وأخرج أحمد ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة منها رحمة يتراحم بها الخلق وتسع وتسعون ليوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قضى الله الخلق كتب كتابا فوضعه عنده فوق العرش ان رحمتي سبقت غضبى * وأخرج الترمذي وصححه وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الخلق كتب كتابا بيده على نفسه ان رحمتي تغلب غضبى * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ الله من القصاء بين الخلق أخرج كتابا من تحت العرش ان رحمتي سبقت غضبى وأنا أرحم الراحمين فيقبض قبضة أو قبضتين فيخرج من النار خلق كثير لم يعملوا خيرا مكتوب بين أعينهم عتقاء الله * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله كتب كتابا بيده لنفسه قبل أن يخلق السماوات والأرض فوضعه تحت عرشه فيه رحمتي سبقت غضبى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن طاوس ان الله لما خلق الخلق لم يعطف شئ منه على شئ حتى خلق مائة رحمة فوضع بينهم رحمة واحدة فعطف بعض الخلق على بعض * وأخرج ابن حرير عن عكرمة حسبته أسنده قال إذا فرغ الله من القضاء بين خلقه أخرج كتابا من تحت العرش فيه ان رحمتي سبقت غضبى وانا أرحم الراحمين قال فيخرج من النار مثل أهل الجنة أو قال مثلا أهل الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد الله بن عمر وقال إن لله مائة رحمة فاهبط منها رحمة واحدة إلى أهل الدنيا يتراحم بها الجن والإنس وطائر السماء وحيتان الماء ودواب الأرض وهوامها وما بين الهواء واختزن عنده تسعا وتسعين رحمة حتى إذا كان يوم القيامة اختلج الرحمة التي كان أهبطها إلى أهل الدنيا فحواها إلى ما عنده فجعلها في قلوب أهل الجنة وعلى أهل الجنة * وأخرج ابن جرير عن أبي المخارق زهير بن سالم قال قال عمر لكعب ما أول شئ ابتدأه الله من خلقه فقال كعب كتب الله كتابا لم يكتبه بقلم ولا مداد ولكن كتب بإصبعه يتلوها الزبرجد واللؤلؤ والياقوت أنا الله لا إله الا أنا سبقت رحمتي غضبى * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب حسن الظن بالله عن أبي قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله للملائكة ألا أحدثكم عن عبدين من بني إسرائيل اما أحدهما فيرى بنو إسرائيل انه أفضلهما في الدين والعلم والخلق والآخر انه مسرف على نفسه فذكر عند صاحبه فقال لن يغفر الله له فقال ألم يعلم انى أرحم الراحمين ألم يعلم أن رحمتي سبقت غضبى وأني أوجبت لهذا العذاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تألوا على الله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة فجعل في الأرض منها رحمة تعطف الوالدة على ولدها والبهائم بعضها على بعض وأخر تسعا وتسعين إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مائة رحمة * وأخرج مسلم وابن مردويه عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماوات والأرض فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض فإذا كان يوم القيامة أكلمها بهذه الرحمة * قوله تعالى (وله ما سكن في الليل والنهار) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله وله ما سكن في الليل والنهار يقول ما استقر في الليل والنهار وفى قوله قل أغير الله اتخذ وليا قال أما الولي فالذي يتولاه ويقر له بالربوبية * واخرج ابن أبي حاتم
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست