الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٤
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه من طريق أبى سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله أو آوى إلى ركن شديد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله لوطا كان يأوي إلى ركن شديد يعنى الله تعالى فما بعث الله بعده نبيا الا في ثروة من قومه * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري وابن مردويه من طريق الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يغفر الله للوط ان كان ليأوي إلى ركن شديد * وأخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله لوطا ان كان ليأوي إلى ركن شديد * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن بشر الأنصاري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الناس كانوا أنذروا قوم لوط فجاءتهم الملائكة عشية فمروا بناديهم فقال قوم لوط بعضهم لبعض لا تنفروهم ولم يروا قوما قط أحسن من الملائكة فلما دخلوا على لوط عليه السلام راودوه عن ضيفه فلم يزل بهم حتى عرض عليهم بناته فأبوا فقالت الملائكة انا رسل ربك لن يصلوا إليك قال رسل ربى قالوا نعم قال لوط فالآن إذا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال لما أرسلت الرسل إلى قوم لوط ليهلكوهم قيل لهم لا تهلكوا قوم لوط حتى يشهد عليهم لوط ثلاث مرات وكان طريقهم على إبراهيم خليل الرحمن فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط وكانت مجادلته إياهم قال أرأيتم كان فيهم خمسون من المؤمنين أتهلكونهم قالوا لا قال فأربعون قالوا لا حتى انتهى إلى عشرة أو خمسة قال فاتوا لوطا وهو في أرض له يعمل فيها فحسبهم ضيفان فاقبل حتى أمسى إلى أهله فمشوا معه فالتفت إليهم فقال ما ترون ما بصنع هؤلاء قالوا وما يصنعون قال ما من الناس أحد شر منهم فمشوا معه حتى قال ذلك ثلاث مرات فانتهى بهم إلى أهله فانطلقت عجوز السوء امرأته فاتت قومه فقالت لقد تضيف لوط الليلة قوما ما رأيت قط أحسن ولا أطيب ريحا منهم فاقبلوا إليه يهرعون فدافعوه بالباب حتى كادوا يغلبون عليه فقال ملك بجناحه فسفقه دونهم وعلا الآجار وعلوا معه فجعل يقول هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله إلى قوله أو آوى إلى ركن شديد فقالوا انا رسل ربك لن يصلوا إليك فذلك حين علم أنهم رسل الله وقال ملك بجناحه فما غشى تلك الليلة أحد بجناحه الا عمى فباتوا بشر ليله عما ينتظرون العذاب فاستأذن جبريل عليه السلام في هلاكهم فأذن له فاحتمل الأرض التي كانوا عليها وأهوى بها حتى سمع أهل سماء الدنيا صغاء كلابهم وأوقد تحتهم نارا ثم قلبها بهم فسمعت امرأة لوط الوجبة وهي معهم فالتفت فأصابها العذاب وتبعت سفارهم الحجارة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما جاءت رسل الله لوطا عليه السلام ظن أنهم ضيفان لقومه فأدناهم حتى أقعدهم قريبا وجاء ببناته وهن ثلاثة فأقعدهن بين ضيفانه وبين قومه فجاءه قومه يهرعون إليه فلما رآهم قال هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي قالوا مالنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد قال لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد فالتفت إليه جبريل عليه السلام فقال انا رسل ربك لن يصلوا إليك فلما دنوا طمس أعينهم فانطلقوا عميا يركب بعضهم بعضا حتى إذا خرجوا إلى الذين بالباب قالوا جئناكم من عند أسحر الناس ثم رفعت في جوف الليل حتى أنهم يسمعون صوت الطير في جو السماء ثم قلبت عليهم فمن أصابته الائتفاكة أهلكته ومن خرج منها تبعته حيث كان حجرا فقتلته فارتحل ببناته حتى إذا بلغ مكان كذا من الشام ماتت ابنته الكبرى فخرجت عندها عين ثم انطلق حيث شاء الله أن يبلغ فماتت الصغرى فخرجت عندها عين فما بقى منهن الا الوسطى * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أغلق لوط على ضيفه الباب فجاؤوا فكسروا الباب فدخلوا فطمس جبريل أعينهم فذهبت أبصارهم قالوا يا لوط جئتنا بسحرة فتوعدوه فأوجس في نفسه خيفة إذا قد ذهب هؤلاء يؤذونني قال جبريل لا تخف انا رسل ربك ان موعدهم الصبح قال لوط الساعة قال جبريل أليس الصبح بقريب قال الساعة فرفعت حتى سمع أهل السماء الدنيا نبيح الكلاب ثم أقلبت ورموا بالحجارة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله فاسر بأهلك يقول سر بهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله بقطع من الليل قال جوف الليل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»
الفهرست