الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢٧١
وقبلنا ما رد الناس عليك لو قلتم هذا لصدقتم قالوا بل لله ولرسوله المن والفضل علينا وعلى غيرنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه قال كان الناس على ثلاثة منازل المهاجرون الأولون والذين اتبعوهم باحسان والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان فأحسن ما يكون أن يكون بهذه المنزلة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه أتاه رجل فذكر بعض الصحابة فتنقصه فقال ابن عباس والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان اما أنت فلم تتبعهم باحسان * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله والذين اتبعوهم باحسان قال التابعون * وأخرج عن ابن زيد في قوله والذين اتبعوهم باحسان قال من بقى من أهل الاسلام إلى أن تقوم الساعة * وأخرج أبو الشيخ عن عصمة رضي الله عنه قال سالت سفيان عن التابعين قال هم الذين أدركوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدركوا النبي صلى الله عليه وسلم وسألته عن الذين اتبعوهم باحسان قال من يجئ بعدهم قلت إلى يوم القيامة قال أرجو * وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن أبي صخر حميد بن زياد قال قلت لمحمد بن كعب القرظي رضي الله عنه أخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما أريد الفتن فقال إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم قلت له وفى أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه قال الا تقرأ والسابقون الأولون الآية أوجب لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والرضوان وشرط على التابعين شرطا لم يشترطه فيهم قلت وما اشترط عليهم قال اشترط عليهم أن يتبعوهم باحسان يقول يقتدوا بهم في أعمالهم الحسنة ولا يقتدون بهم في غير ذلك قال أبو صخر فوالله لكأني لم أقرأها قبل ذلك وما عرفت تفسيرها حتى قرأها على محمد بن كعب * وأخرج ابن مردويه من طريق الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير والقاسم ومكحول وعبدة بن أبي لبابة وحسان بن عطية انهم سمعوا جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون لما أنزلت هذه الآية والسابقون الأولون إلى قوله ورضوا عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا لامتي كلهم وليس بعد الرضا سخط * قوله تعالى (وممن حولكم من الاعراب) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وممن حولكم من الاعراب منافقون الآية قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة خطيبا فقال قم يا فلان فاخرج فإنك منافق فأخرجهم بأسمائهم ففضحهم ولم يكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شهد تلك الجمعة لحاجة كانت له فلقيهم عمر رضي الله عنه وهم يخرجون من المسجد فاختبا منهم استحياء انه لم يشهد الجمعة وظن الناس قد انصرفوا واختبأوا هم من عمر وظنوا انه قد علم بأمرهم فدخل عمر رضي الله عنه المسجد فإذا الناس لم ينصرفوا فقال له رجل ابشر يا عمر فقد فضح الله المنافقين اليوم فهذا العذاب الأول والعذاب الثاني عذاب القبر * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه عن ابن زيد في قوله وممن حولكم من الاعراب قال جهينة ومزينة وأشجع وأسلم وغفار * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله مردوا على النفاق قال أقاموا عليه لم يتوبوا كما تاب آخرون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله مردوا على النفاق قال ماتوا عليه عبد الله بن أبي وأبو عامر الراهب والجد بن قيس * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله نحن نعلمهم يقول نحن نعرفهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله لا تعلمهم نحن نعلمهم قال فما بال أقوام يتكلمون على الناس يقولون فلان في الجنة وفلان في النار فإذا سالت أحدهم عن نفسه قال لا أدرى لعمري لانت بنفسك اعلم منك باعمال الناس ولقد تكلف شيئا ما تكلفه نبي قال نوح عليه السلام وما علمي بما كانوا يعملون وقال شعيب عليه السلام وما انا عليكم بحفيظ وقال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم لا تعلمهم نحن نعلمهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله سنعذبهم مرتين قال بالجوع والقتل * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله سنعذبهم مرتين قال بالجوع وعذاب القبر * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله سنعذبهم مرتين قال عذاب في القبر وعذاب في النار * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست