الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٩
عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبار السوء يقولون ان محمدا وأصحابه قد جهدوا في سفرهم وهلكوا فبلغهم تكذيب حديثهم وعافية النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فساءهم ذلك فأنزل الله تعالى ان تصبك حسنة تسؤهم الآية * وأخرج سنيد وابن جرير عن ابن عباس ان تصبك حسنة تسؤهم يقول إن تصبك في سفرك هذا لغزوة تبوك حسنة تسؤهم قال الجد وأصحابه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ان تصبك حسنة تسؤهم قال العافية والرخاء والغنيمة وان تصبك مصيبة قال البلاء والشدة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل قد حذرنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله ان تصبك حسنة تسؤهم قال إن أظفرك الله وردك سالما ساءهم ذلك وان تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا في القعود من قبل أن تصيبهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان تصبك حسنة تسؤهم قال إن كان فتح للمسلمين كبر ذلك عليهم وساءهم * قوله تعالى (قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا) الآية * أخرج أبو الشيخ عن السدى قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا قال الا ما قضى الله لنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مسلم بن يسار رضي الله عنه قال الكلام في القدر واديان عريضان يهلك الناس فيهما لا يدرك عرضهما فاعمل عمل رجل يعلم أنه لا ينجيه الا عمله وتوكل توكل رجل يعلم أنه لا يصيبه الا ما كتب الله له * وأخرج أبو الشيخ عن مطرف رضي الله عنه قال ليس لأحد أن يصعد فوق بيت فيلقى نفسه ثم يقول قدر لي ولكن نتقي ونحذر فان أصابنا شئ علمنا أنه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا * وأخرج أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل شئ حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه * قوله تعالى (قل هل تربصون ربنا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قل هل تربصون بنا الا إحدى الحسنيين قال فتح أو شهادة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله الا إحدى الحسنيين قال الا فتحا أو قتلا في سبيل الله * وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي من طريق سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده بينما النبي صلى الله عليه وسلم بالروحاء إذ هبط عليه اعرابي من سرب فقال من القوم وأين تريدون قال قوم بدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم قال مالي أراكم بذة هيئتكم قليلا سلاحكم قال ننتظر إحدى الحسنيين اما أن نقتل فالجنة واما أن نغلب فيجمعهما الله تعالى لنا الظفر والجنة قال أين نبيكم قالوا ها هو ذا فقال له يا نبي الله ليست لي مصلحة آخذ مصلحي ثم الحق قال اذهب إلى أهلك فخذ مصلحتك فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وخرج الرجل إلى أهله حتى فرغ من حاجته ثم لحق بهم ببدر فدخل في الصف معهم فاقتتل الناس فكان فيمن استشهد فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن انتصر فمر بين ظهراني الشهداء ومعه عمر رضي الله عنه فقال ها يا عمر انك تحب الحديث وان للشهداء سادة وأشرافا وملوكا وان هذا يا عمر منهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا قال القتل بالسيوف * قوله تعالى (قل أنفقوا طوعا وكرها) الآيتين * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال الجد بن قيس انى إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن ولكن أعينك بمالي قال فقيه نزلت قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم قال لقوله أعينك بمالي * قوله تعالى (فلا تعجبك) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا قال بالمصائب فيهم هي لهم عذاب وللمؤمنين أجر * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم قال هذه من مقاديم الكلام يقول لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا انما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله وتزهق أنفسهم وهم كافرون قال تزهق أنفسهم في الحياة الدنيا وهم كافرون قال هذه آية فيها تقديم وتأخير * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله فلا تعجبك يقول لا يغررك وتزهق قال تخرج أنفسهم في الدنيا وهم كافرون * قوله تعالى (ويحلفون بالله) الآيتين * اخرج ابن أبي حاتم
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست