الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٧
يقول دنيا يطلبونها وسفرا قاصدا يقول قريبا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله والله يعلم أنهم لكاذبون قال لقد كانوا يستطيعون الخروج ولكن كان تبطئة من عند أنفسهم وزهادة في الجهاد * قوله تعالى (عفا الله عنك) الآية * أخرج عبد الرزاق في المصنف وابن جرير عن عمرو بن ميمون الأودي رضي الله عنه قال اثنتان فعلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤمر فيهما بشئ اذنه للمنافقين وأخذه من الأسارى فأنزل الله عفا الله عنك لم أذنت لهم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مورق العجلي رضي الله عنه قال سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا بدأ بالعفو قبل المعاتبة فقال عفا الله عنك لم أذنت لهم * واخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله عفا الله عنك لم أذنت لهم قال ناس قالوا استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فان أذن لكم فاقعدوا وان لم يأذن لكم فاقعدوا * وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عفا الله عنك لم أذنت لهم الآيات الثلاث قال نسختها فإذا استأذنوك لبعض شانهم فأذن لمن شئت منهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله عفا الله عنك لم أذنت لهم الآية قال ثم أنزل الله بعد ذلك في سورة النور فإذا استأذنوك لبعض شانهم فأذن لمن شئت منهم * قوله تعالى (لا يستأذنك) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر الآيتين قال هذا تفسير للمنافقين حين استأذنوا في القعود عن الجهاد بغير عذر وعذر الله المؤمنين فقال فإذا استأذنوك لبعض شانهم فائذن لمن شئت منهم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله الآيتين قال نسختها الآية التي في سورة النور انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله إلى أن الله غفور رحيم فجعل الله النبي صلى الله عليه وسلم بأعلى النظرين في ذلك من غزا غزا في فضيلة ومن قعد قعد في غير حرج ان شاء * قوله تعالى (ولو أرادوا الخروج) الآيات * اخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ولكن كره الله انبعاثهم قال خروجهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فثبطهم قال حبسهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا قال هؤلاء المنافقون في غزوة تبوك سأل الله عنها نبيه والمؤمنين فقال ما يحزنكم لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا يقول جمع لكم وفعل وفعل يخذلونكم * واخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولا وضعوا خلالكم قال لأسرعوا بينكم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولأوضعوا خلالكم قال لا رفضوا يبغونكم الفتنة قال يبطئونكم عبد الله بن نبتل وعبد الله بن أبي ابن سلول ورفاعة بن تابوت وأوس بن قيظي وفيكم سماعون لهم قال محدثون بأحاديثهم غير منافقين هم عيون للمنافقين * واخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله وفيكم سماعون لهم قال مبلغون * واخرج ابن إسحاق وابن المنذر عن الحسن البصري قال كان عبد الله بن أبي وعبد الله بن نبتل ورفاعة بن زيد بن تابوت من عظماء المنافقين وكانوا ممن يكيد الاسلام وأهله وفيهم أنزل الله تعالى لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور إلى آخر الآية * قوله تعالى (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) الآية * أخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يخرج إلى غزوة تبوك قال لجد بن قيس ما تقول في مجاهدة بنى الأصفر فقال انى أخشى ان رأيت نساء بنى الأصفر أن أفتتن فائذن لي ولا تفتني فأنزل الله ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الآية * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لجد بن قيس يا جد هل لك في جلاد بنى الأصفر قال جد أتأذن لي يا رسول الله فإني رجل أحب النساء وإني أخشى ان أنا رأيت نساء بنى الأصفر أن أفتتن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معرض عنه قد أذنت لك فأنزل الله ومنهم من يقول ائذن لي الآية * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اغزوا تغنموا بنات بنى الأصفر فقال ناس من المنافقين انه ليفتنكم بالنساء فأنزل الله ومنهم من
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست