الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٥٤
بهذا منك انما يكره الجلجل الكبير وأما مثل هذا فلا باس به فسكت سالم وقال وأعرض عن الجاهلين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله خذ العفو وامر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين قال خلق أمر الله به نبيه ودله عليه * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن علي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين قال قلت يا رسول الله نعم قال تعطى من حرمك وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك * وأخرج البيهقي عن عقبة بن عامر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة تصل من قطعك وتعطى من حرمك وتعفوا عمن ظلمك * وأخرج البيهقي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صل من قطعك واعف عمن ظلمك * وأخرج البيهقي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أدلكم على كرائم الأخلاق للدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطى من حرمك وتجاوز عمن ظلمك وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة قالوا بلى يا رسول الله قال صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي من طريقه عن معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن ابن أبي حسين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطى من حرمك وتعفو عمن ظلمك قال البيهقي هذا مرسل حسن * وأخرج ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لن ينال عبد صريح الايمان حتى يصل من قطعه ويعفو عمن ظلمه ويغفر لمن شتمه ويحسن إلى من أساء إليه * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مكارم الأخلاق عند الله أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتعطى من حرمك ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال رضى الله بالعفو وأمر به * وأخرج أحمد والطبراني عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطى من حرمك وتصفح عمن شتمك * وأخرج السلفي في الطيوريات عن نافع أن ابن عمر كان إذا سافر أخرج معه سفيها يرد عنه سفاهة السفهاء * وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب عن ابن شوذب قال كنا عند مكحول ومعنا سليمان بن موسى فجاء رجل واستطال على سليمان وسليمان ساكت فجاء أخ لسليمان فرد عليه فقال مكحول لقد ذل من لا سفيه له * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله خذ العفو قال خذ ما عفى لك من أموالهم ما أتوك به من شئ فخذه وكان هذا قبل أن تنزل براءة بفرائض الصدقات وتفصيلها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله خذ العفو قال خذ الفضل أنفق الفضل وامر بالعرف يقول بالمعروف * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني خذ العفو قال خذ الفضل من أموالهم أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ ذلك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عبيد بن الأبرص وهو يقول يعفو عن الجهل والسوآت كما * يدرك غيث الربيع ذو الطرد * وأخرج ابن جرير والنحاس في ناسخه عن السدى في قوله خذ العفو قال الفضل من المال نسخته الزكاة * وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال نزلت هذه الآية خذ العفو فكان الرجل يمسك من ماله ما يكفيه ويتصدق بالفضل فنسخها الله بالزكاة وأمر بالعرف قال بالمعروف وأعرض عن الجاهلين قال نزلت هذه الآية قبل أن تفرض الصلاة والزكاة والقتال أمره الله بالكف ثم نسخها بالقتال وأنزل أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا الآية * قوله تعالى (واما ينزغنك) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن زيد قال لما نزلت خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يا رب والغضب فنزل واما ينزغنك من الشيطان نزغ الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله واما ينزغنك من الشيطان نزغ قال علم الله أن هذا العدو مبتغ ومريد * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه قال همزه الموتة ونفثه الشعر
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست