التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٩٠
غرلا * (ووضع الكتاب) * يعني صحائف الأعمال فالكتاب اسم جنس * (كان من الجن) * كلام مستأنف جرى مجرى التعليل لإباية إبليس عن السجود وظاهر هذا الموضع يقتضي أن إبليس لم يكن من الملائكة وأن استثناءه منهم استثناء منقطع فإن الجن صنف غير الملائكة وقد يجيب عن ذلك من قال إنه كان من الملائكة بأن كان هنا بمعنى صار أي خرج من صنف الملائكة إلى صنف الجن أو بأن الملائكة كان منهم قوم يقال لهم الجن وهم الذين خلقوا من نار * (ففسق عن أمر ربه) * أي خرج عن ما أمر به والفسق في اللغة الخروج * (أفتتخذونه وذريته أولياء) * هذا توبيخ ووعظ وذرية إبليس هم الشياطين واتخاذهم أولياء بطاعتهم في عصيان الله والكفر به * (ما أشهدتهم) * الضمير للشياطين على وجه التحقير بهم أو للكفار أو لجميع الخلق فيكون فيه رد على المنجمين وأهل الطبائع وسائر الطوائف المتخرصة * (وما كنت متخذ المضلين عضدا) * أي معينا ومعنى المضلين الذين يضلون العباد وذلك يقوي أن المراد الشياطين * (ويوم يقول نادوا شركائي) * يقول هذا للكفار على وجه التوبيخ لهم وأضاف تعالى الشركاء إلى نفسه على زعمهم وقد بين هذا بقوله الذين زعمتم * (موبقا) * أي مهلكا وهو اسم موضع أو مصدر من وبق الرجل إذا هلك وقد قيل إنه واد من أودية جهنم والضمير في بينهم للمشركين وشركائهم * (فظنوا أنهم مواقعوها) * الظن هنا بمعنى اليقين * (مصرفا) * أي معدلا ينصرفون إليه * (جدلا) * أي مخاصمة ومدافعة بالقول ويقتضي سياق الكلام ذم الجدل وسببها فيما قيل مجادلة النضر بن الحارث على أن الإنسان هنا يراد به الجنس * (وما منع الناس أن يؤمنوا) * الآية معناها أن المانع للناس من الإيمان والاستغفار هو القضاء عليهم بأن تأتيهم سنة الأمم المتقدمة وهي الإهلاك في الدنيا أو يأتيهم العذاب يعني عذاب الآخرة ومعنى قبلا معاينة وقرئ بضمتين وهو جمع قبيل أي أنواعا من العذاب * (ليدحضوا) * أي ليبطلوا * (وما أنذروا هزوا) * يعني العذاب وما موصولة والضمير محذوف تقديره أنذروه أو مصدرية
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»