التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٨٩
إذ دخلت جنتك) الآية وصية من المؤمن للكافر ولولا تحضيض * (فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك) * يحتمل أن يريد في الدنيا أو الآخرة * (حسبانا) * أي أمرا مهلكا كالحر والبرد ونحو ذلك * (صعيدا زلقا) * الصعيد وجه الأرض والزلق الذي لا يثبت فيه قدم يعني أنه تذهب أشجاره ونباته " وغورا " أي غائرا ذاهبا وهو مصدر وصف به * (وأحيط بثمره) * عبارة عن هلاكها * (يقلب كفيه) * عبارة عن تلهفه وتأسفه وندمه * (وهي خاوية على عروشها) * يريد أن السقف وقعت وهي العروش ثم تهدمت الحيطان عليها والحيطان على العروش وقيل إن كرومها المعروشة سقطت على عروشها ثم سقطت الكروم عليها * (ويقول يا ليتني لم أشرك) * قال ذلك على وجه التمني لما هلك بستانه أو على وجه التوبة من الشرك * (هنالك) * ظرف يحتمل أن يكون العامل فيه منتصرا أو يكون في موضع خبر * (الولاية لله) * بكسر الواو بمعنى الرياسة والملك وبفتحها من الموالاة والمودة * (وخير عقبا) * أي عاقبة * (فاختلط) * الباء سببية والمعنى صار به النبات مختلطا أي ملتفا بعضه ببعض من شدة تكاثفه * (فأصبح هشيما) * أي متفتتا وأصبح هنا بمعنى صار * (تذروه الرياح) * أي تفرقه ومعنى المثل تشبيه الدنيا في سرعة فنائها بالزرع في فنائه بعد خضرته * (المال والبنون) * الآية هذا من الجمع بين شيئين في خبر واحد وذلك من أدوات البيان وقرئ زينتا بالتثنية لأنه خبر عن اثنين وأما قراءة الجمهور فأفردت فيه الزينة لأنها مصدر * (والباقيات الصالحات) * هي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هذا قول الجمهور وقد روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل الصلوات الخمس وقيل الأعمال الصالحات على الإطلاق * (نسير الجبال) * أي نحملها ومنه قوله وهي تمر مر السحاب وبعد ذلك تصير هباء * (وترى الأرض بارزة) * أي ظاهرة لزوال الجبال عنها * (وحشرناهم) * قال الزمخشري إنما جاء حشرناهم بلفظ الماضي بعد قوله نسير للدلالة على أن حشرناهم قبل تسيير الجبال ليعاينوا تلك الأهوال * (فلم نغادر) * أي لم نترك * (صفا) * أي صفوفا فهو إفراد تنزل منزلة الجمع وقد جاء في الحديث إن أهل الجنة مائة وعشرون صفا أنتم منها ثمانون صفا " لقد جئتمونا " يقال هذا للكفار على وجه التوبيخ * (كما خلقناكم) * أي حفاة عراة
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»