التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٨٧
الإخبار وانتصب سنين على البدل من ثلاثمائة أو عطف بيان أو على التمييز وذلك على قراءة التنوين في ثلاثمائة وقرئ بغير تنوين على الإضافة ووضع الجمع موضع المفرد * (أبصر به وأسمع) * أي ما أبصره وما أسمعه لأن الله يدرك الخفيات كما يدرك الجليات * (ما لهم) * الضمير لجميع الخلق أو للمعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم * (ولا يشرك في حكمه أحدا) * هو خبر عن القراءة بالياء والرفع وقرئ بالتاء والجزم على النهي * (لا مبدل لكلماته) * يحتمل أن يراد بالكلمات هنا القرآن فالمعنى لا يبدل أحد القرآن ولا يغيره ويحتمل أن يريد بالكلمات القضاء والقدر * (ملتحدا) * أي ملجأ تميل إليه * (واصبر نفسك) * أي احبسها صابرا * (مع الذين يدعون ربهم) * هم فقراء المسلمين كبلال وخباب وصهيب وكان الكفار قد قالوا له اطرد هؤلاء نجالسك نحن فنزلت الآية * (بالغداة والعشي) * قيل المراد الصلوات الخمس وقيل الدعاء على الإطلاق * (ولا تعد عيناك عنهم) * أي لا تتجاوز عنهم إلى أبناء الدنيا وقال الزمخشري يقال عداه إذا جاوزه فهذا الفعل يتعدى بنفسه دون حرف وإنما تعدى هنا بعن لأنه تضمن معنى نبت عينه عن الرجل إذا احتقره * (تريد زينة الحياة الدنيا) * جملة في موضع الحال فهي متصلة بما قبلها وهي في معنى تعليل الفعل المنهي عنه في قوله ولا تعد عيناك عنهم أي لا تبعد عنهم من أجل إرادتك لزينة الدنيا * (أغفلنا قلبه) * أي جعلناه غافلا أو وجدناه غافلا وقيل يعني أنه عيينة بن حصين الفزاري والأظهر أنها مطلقة من غير تقييد * (فرطا) * من التفريط والتضييع أو من الإفراط والإسراف * (وقل الحق من ربكم) * أي هذا هو الحق * (فمن شاء فليؤمن) * لفظه أمر وتخيير ومعناه أن الحق قد ظهر فليختر كل إنسان لنفسه إما الحق الذي ينجيه أو الباطل الذي يهلكه ففي ضمن ذلك تهديد * (سرادقها) * السرادق في اللغة ما أحاط بالشيء كالسور والجدار وأما سرادق جهنم فقيل حائط من نار وقيل دخان * (كالمهل) * وهو دردي الزيت إذا انتهى حره روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل ما أذيب من الرصاص وشبهه * (مرتفقا) * أي شيء يرتفق به فهو من الرفق وقيل يرتفق عليه فهو من الارتفاق بمعنى الاتكاء * (أولئك لهم) * خبر إن وإنا لا نضيع اعتراض ويجوز أن يكونا خبرين أو يكون إنا لا نضيع الخبر وأولئك استئناف ويقوم العموم في قوله من أحسن مقام الضمير الرابط أو يقدر من أحسن عملا منه وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنها نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»