تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٢
فقال * (ستجدني إن شاء الله من الصابرين) * فوفى * (وكان رسولا نبيا) * يدل على أن الرسول لا يلزم أن يكون صاحب شريعة فإن أولاد إبراهيم كانوا على شريعته * (وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة) * اشتغالا بالأهم وهو أن يقبل الرجل على نفسه ومن هو أقرب الناس إليه بالتكميل قال الله تعالى * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * * (وأمر أهلك بالصلاة) * * (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) * وقيل أهله أمته فإن الأنبياء آباء الأمم * (وكان عند ربه مرضيا) * لاستقامة أقواله وأفعاله * (واذكر في الكتاب إدريس) * وهو سبط شيث وجد أبي نوح عليهم السلام واسمه أخنوخ واشتقاق إدريس من الدرس يرده منع صرفه نعم لا يبعد أن يكون معناه في تلك اللغة قريبا من ذلك فلقب به لكثرة درسه إذ روي أنه تعالى أنزل عليه ثلاثين صحيفة وأنه أول من خط بالقلم ونظر في علم النجوم والحساب * (إنه كان صديقا نبيا) * * (ورفعناه مكانا عليا) * يعني شرف النبوة والزلفى عند الله وقيل الجنة وقيل السماء السادسة أو الرابعة * (أولئك) * إشارة إلى المذكورين في السورة من زكريا إلى إدريس عليهم السلام * (الذين أنعم الله عليهم) * بأنواع النعم الدينية والدنيوية * (من النبيين) * بيان للموصول * (من ذرية آدم) * بدل منه بإعادة الجار ويجوز أن تكون * (من) * فيه للتبعيض لأن المنعم عليهم أعم من الأنبياء وأخص من الذرية * (وممن حملنا مع نوح) * أي ومن ذرية من حملنا خصوصا وهم من عدا إدريس فإن إبراهيم كان من ذرية سام بن نوح * (ومن ذرية إبراهيم) * الباقون * (وإسرائيل) * عطف على * (إبراهيم) * أي ومن ذرية إسرائيل وكان منهم موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وفيه دليل على أن أولاد البنات من الذرية * (وممن هدينا) * ومن جملة من هديناهم إلى الحق * (واجتبينا) * للنبوة والكرامة * (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) * خبر ل * (أولئك) * إن جعلت الموصول صفته واستئناف إن جعلته خبره لبيان خشيتهم من الله وإخباتهم له مع ما لهم من علو الطبقة
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»