تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٢
للجذع * (رطبا جنيا) * تمييز أو مفعول روي أنها كانت نخلة يابسة لا رأس لها ولا ثمر وكان الوقت شتاء فهزتها فجعل الله تعالى لها رأسا وخوصا ورطبا وتسليتها بذلك لما فيه من المعجزات الدالة على براءة ساحتها فإن مثلها لا يتصور لمن يرتكب الفواحش والمنبهة لمن رآها على أن من قدر أن يثمر النخلة اليابسة في الشتاء قدر أن يحبلها من غير فحل وأنه ليس ببدع من شأنها مع ما فيه من الشراب والطعام ولذلك رتب عليه الأمرين فقال * (فكلي واشربي) * أي من الرطب وماء السري أو من الرطب وعصيره * (وقري عينا) * وطيبي نفسك وارفضي عنها ما أحزنك وقرئ وقري بالكسر وهو لغة نجد واشتقاقه من القرار فإن العين إذا رأت ما يسر النفس سكنت إليه من النظر إلى غيره أو من القرفان دمعة السرور باردة ودمعة الحزن حارة ولذلك يقال قرة العين للمحبوب وسخنتها للمكروه * (فإما ترين من البشر أحدا) * فإن تري آدما وقرئ ترئن على لغة من يقول لبأت بالحج لتآخ بين الهمزة وحرف اللين * (فقولي إني نذرت للرحمن صوما) * صمتا وقد قرىء به أو صياما وكانوا لا يتكلمون في صيامهم * (فلن أكلم اليوم إنسيا) * بعد أن أخبرتم بنذري وإنما أكلم الملائكة وأناجي ربي وقيل أخبرتهم بنذرها بالإشارة وأمرها بذلك لكراهة المجادلة و الاكتفاء بكلام عيسى عليه الصلاة والسلام فإنه قاطع في قطع الطاعن
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»