الرسائل الفقهية - الوحيد البهبهاني - الصفحة ١٣٣
ذكر قرينة على أنه (عليه السلام) مراده المظنة والظهور، لأن كلمة " إذا " من أدوات الإجمال، فينصرف إلى الأفراد الغالبة، كما هو محقق ومسلم، ولأن الغالب والأكثر كما ذكر في هذه الأخبار.
فلعل مراده (عليه السلام) اعتبار ذلك في مقام اعتبار الظن والظهور لا اليقين، ولذا لم يأمروا بصوم ولا فطر، بل قالوا في غير واحد من الأخبار: " إن شهر رمضان فريضة من فرائض الله، فلا تؤدوا بالتظني " (1)، وقالوا: " لا تصومن الشك، أفطر لرؤيته، وصم لرؤيته " (2)، وقالوا: " اليقين لا يدخل فيه الشك، صم لرؤيته " (3).. إلى غير ذلك.
فعلى هذا، لو كان مراده (عليه السلام) الصوم والفطر أيضا بمجرد الرؤية قبل الزوال، فلعله محمول على التقية، لمناسبته لقواعد العامة.
ولهذا حمل بعض الأصحاب هذه الأخبار على التقية قائلا: (إنه لعله مذهب لبعض العامة) (4).
على أنه ورد في غير واحد من الأخبار المعتبرة السند أن غيبوبة الهلال بعد الشفق علامة لكونه لليلتين (5)، وكذا التطوق (6)، وأن رؤية ظل الرأس علامة ثلاث ليال (7)، وهم لا يقولون بمضمون هذه الأخبار، فما يقولون في الجواب عنها، فهو الجواب عن تلك الأخبار أيضا.

(١) تهذيب الأحكام: ٤ / ١٦٠ الحديث ٤٥١، وسائل الشيعة: ١٠ / ٢٥٦ الحديث ١٣٣٥٤.
(٢) تهذيب الأحكام: ٤ / ١٦٠ الحديث ٤٥١، وسائل الشيعة: ١٠ / ٢٥٦ الحديث ١٣٣٥٤.
(٣) تهذيب الأحكام: ٤ / ١٦٠ الحديث ٤٥١، وسائل الشيعة: ١٠ / ٢٥٦ الحديث ١٣٣٥٤.
(٤) لاحظ! مشارق الشموس: ٤٦٨.
(٥) لاحظ! وسائل الشيعة: ١٠ / ٢٨٢ الحديث ١٣٤٢٠.
(٦) لاحظ! وسائل الشيعة: ١٠ / ٢٨١ الحديث ١٣٤١٩.
(٧) لاحظ! وسائل الشيعة: ١٠ / 282 الحديث 13419.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست