أحكام القرآن - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٦٥٠
قال ابن وهب أخبرني مالك بن أنس بلغني أن عيسى عليه السلام انتهى إلى قرية قد خرجت حصونها وعفت آثارها وتشعث شجرها فنادى يا خرب أين أهلك فنودي عيسى بن مريم عليه السلام بادوا والتقمتهم الأرض وعادت أعمالهم قلائد في رقابهم إلى يوم القيامة عيسى بن مريم مجد قال الرواي يريد مالك أنه كان يمسح الأرض وقيل إنه معرب من مشيح كتعريب موسى عن موشي وهو بتخفيف الشين وكسرها وكذلك الدجال وقد دخل فيه جهلة يتوسمون بالعلم فجعلوا الدجال مشدد السين بالخاء المعجمة وكلاهما في الاسم سواء إن الأول قالوا هو المسيح الذي هو مسيح الهدى الصالح السليم والآخر المسيح الكذاب الأعور الدجال الكافر فاعلموه ترشدوا المسألة الثانية قوله تعالى (* (وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه) *)) اختلف العلماء فيه على ستة أقوال الأولى أنها نفخة نفخها جبريل في جيب درعها وسميت النفخة روحا لأنها تكون عن الريح الثاني أن الروح الحياة وقد بينا ذلك في المقسط والمشكلين الثالث أن معنى روح رحمة الرابع أن روح صورة لما خلق الله آدم أخرج من صلبه ذريته وصورهم ثم أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ثم أنشأهم كرة أطوارا أو جعل لهم الدنيا قرارا فعيسى من تلك الأرواح أدخله في مريم واختار هذا أبي بن كعب وقيل في الخامس روح صورة صورها الله تعالى ابتداء وجهها في مريم وقيل في السادس سر روح منه يعني جبريل وهو معنى الكلام ألقاها إليه روح منه أي إلقاء الكلمة كان من الله ثم من جبريل
(٦٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 644 645 646 647 648 649 650 651 652 653 654 » »»