تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٦٨
12 قوله تعالى (وما يستوي البحران) يعني العذب والمالح ثم ذكرها فقال (هذا عذب فرات) طيب (سائغ شرابه) أي جائز في الحلق هنيء (وهذا ملح أجاج) شديد الملوحة وقال الضحاك هو المر (ومن كل تأكلون لحما طريا) يعني الحيتان من العذب والمالح جميعا (وتستخرجون حلية) أي من المالح دون العذب (تلبسونها) يعني اللؤلؤ وقيل نسب اللؤلؤ إليها عيون عذبة تمتزج بالملح فيكون اللؤلؤ من ذلك (وترى الفلك فيه مواخر) جواري مقبلة ومدبرة بريح واحدة (لتبتغوا من فضله) بالتجارة (ولعلكم تشكرون) الله على نعمه 13 (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري أجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه) يعني الأصنام (ما يملكون من قطمير) وهو لفافة النواة وهي القشرة الرقيقة التي تكون على النواة 14 (إن تدعوهم) يعني إن تدعوا الأصنام (لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم) ما اجابوكم (ويوم القيامة يكفرون بشرككم) يتبرؤون منكم ومن عبادتكم إياه يقولون ما كنتم إيانا تعبدون (ولا ينبئك مثل خبير) يعني نفسه أي لا ينبئك أحد مثلي خبير عالم بالأشياء 15 (يا آيها الناس أنتم الفقراء إلى الله) إلى فضل الله والفقير المحتاج (والله هو الغني الحميد) الغني عن خلقه المحمود في احسانه إليهم 16 17 (إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز) شديد 18 (ولا تزر وازرة وزر أخرى وان تدع مثقلة) أي نفس مثقلة بذنوبها غيرها (إلى حملها) أي حمل ما عليها من الذنوب (لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى) أي ولو كان المدعو ذا قرابة له ابنه أو أباه أو أمه أو أخاه قال ابن عباس يلقى الأب والام ابنه فيقول يا بني احمل عني بعض ذنوبي فيقول لا أستطيع حسبي ما علي (إنما تنذر الذين يخشون) يخافون (ربهم بالغيب) ولم يروه وقال الأخفش تأويله أي انذارك إنما ينفع الذين يخشون ربهم بالغيب (وأقاموا الصلاة ومن تزكى) اصلح وعمل خيرا (فإنما يتزكى لنفسه) لها صوابه (والى الله المصير) 19 (وما يستوي الأعمى والبصير) يعني الجاهل والعالم وقيل الأعمى عن الهدى والبصير بالهدى
(٥٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 573 ... » »»