تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٦٥
سورة فاطر (3 7) 3 (يا آيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله) قرأ حمزة والكسائي (غير) بجر الراء وقرأ الآخرون برفعها على معنى هل خالق غير الله لأن (من) زيادة وهذا استفهام على طريق التقرير كأنه قال لا خالق غير الله (يرزقكم من السماء والأرض) أي من السماء المطر ومن الأرض النبات (لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) 4 (وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك) يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم (وإلى الله ترجع الأمور) 5 (يا آيها الناس إن وعد الله حق) يعني وعد القيامة (فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور) وهو الشيطان 6 (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) أي عادوه بطاعة الله ولا تطيعوه (إنما يدعوا حزبه) أي أشياعه وأولياءه (ليكونوا من أصحاب السعير) أي ليكونوا في السعير ثم بين حال موافقيه ومخالفيه فقال 7 (الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة واجر كبير) سورة فاطر (8 10) 8 قوله تعالى (أفمن زين له سوء عمله) قال ابن عباس نزلت في أبي جهل ومشركي مكة وقال سعيد بن جبير نزلت في أصحاب الأهواء والبدع وقال قتادة منهم الخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين وأموالهم فأما أهل الكبائر فليسوا منهم لأنهم لا يستحلون الكبائر (أفمن زين) شبه وموه (عليه) وحسن (له سوء عمله) أي قبيح عمله (فرآه حسنا) زين له الشيطان ذلك الوسواس وفي الآية حذف مجازه أفمن زين له سوءا عمله فرأى الباطل باطلا (فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء) وقيل جوابه تحت قوله (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) فيكون معناه أفمن زين له سوء عمله فأضله الله ذهبت نفسكعليه حسرة أي تتحسر عليه فلا تذهب نفسك عليهم حسرات وقال الحسن بن الفضل فيه تقديم وتأخير مجازه أفنم زين له سوء عمله فرآه حسنا فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء والحسرة شدة الحزن على ما فات من الأمر ومعنى الآية لا تهتم بكفرهم وهلاكهم إن لم يؤمنوا وقرأ أبو جعفر
(٥٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 560 561 562 563 564 565 566 567 568 569 570 ... » »»