تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٦٦
فلا تذهب بضم التاء وكسر الهاء نفسك نصب (إن الله عليم بما يصنعون) 9 (والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور) من القبور 10 قوله عز وجل (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) قال الفراء معنى الآية من كان يريد أن يعلم لمن العزة فلله العزة جميعا وقال قتادة من كان يريد العزة فليتعزز بطاعة الله معناه الدعاء إلى طاعة من له العزة أي فليطلب العزة من عند الله بطاعته كما يقال من كان يريد المال لفلان أي فليطلبه من عنده وذلك أن الكفار عبدوا الأصنام وطلبوا بها التعزز كما قال الله تعالى (واتخذا من دون الله آلهة ليكنوا لهم عزا كلا) وقال (الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا) (إليه) أي إلى الله (يصعد الكلم الطيب) وهو قوله لا اله إلا الله وقيل هو قول الرجل سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور السمعاني أنا أبو جعفر الرياني أنا حميد بن زنجويه أنا الحجاج بن نصر أنا المسعودي عن عبد الله بن المحارق عن أبيه عن ابن مسعود قال إذا حدثتكم حديثا أنبأتكم بمصداقه من كتاب الله عز وجل ما من عبد مسلم يقول خمس كلمات سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر وتبارك الله إلا اخذهن ملك فجعلن تحت جناحه ثم صعد بهن فلا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلنهن حتى يجيء بها وجه رب العالمين ومصداق ذلك من كتاب الله عز وجل قوله (إليه يصعد الكلم الطيب) ذكره ابن مسعود وقيل الكلم الطيب ذكر الله وعن قتادة إليه يصعد الكلم الطيب أي يقبل الله الكلم الطيب قوله (والعمل الصالح يرفعه) أي يرفع العمل الصالح الكلم الطيب فالهاء في قوله يرفعه راجعة إلى الكلم الطيب وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن وعكرمة وأكثر المفسرين وقال الحسن وقتادة الكلم الطيب ذكر الله والعمل الصالح أداء فرائضه فمن ذكر الله ولم يؤد فرائضه رد كلامه على عمله وليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال فمن قال حسنا وعمل غير صالح رد الله عليه قوله ومن قال حسنا وعمل صالحا يرفعه العمل ذلك بأن الله يقول (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وجاء في الحديث لا يقبل الله قولا إلا بعمل ولا
(٥٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 561 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 ... » »»