تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٣
سورة المائدة (18) (وقالت اليهود والنصاري نحن أبناء الله وأحباؤه) قيل أرادوا أن الله تعالى لنا كالأب في الححنو والعطف ونحن كالأبناء له في القرب والمنزلة وقال إبراهيم النخعي إن اليهود وجدوا في التوراة يا أبناء أحبارى فبدلوا يا أبناء أبكاري فمن ذلك قالوا نحن أبناء الله وقيل معناه نحن أبناء الله يعني أبناء رسل الله قوله تعالى (قل فلم يعذبكم بذنوبكم) يريد إن كان الأمر كما زعمتم أنكم أبناؤه وأحباؤه فإن الأب لا يعذب ولده والحبيب لا يعذب حبيبه وأنتم مقرون أنه معذبكم وقيل فلم يعذبكم أي لم عذب من قبلكم بذنوبهم فمسخهم قردة وخنازير (بل أنتم بشر ممن خلق) كسائر بني آدم مجزيون بالإساءة والإحسان (يغفر لمن يشاء) فضلا (ويعذب من يشاء) عدلا (ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير) سورة المائدة (19) (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا) محمد صلى الله عليه وسلم (يبين لكم) أعلام الهدى وشرائع الدين (على فترة من الرسل) أي انقطاع من الرسل واختلفوا في مدة الفترة بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم قال أبو عثمان النهدي ستمائة سنة وقال قتادة خمسمائة وستون سنة وقال معمر والكلبي خمسمائة وأربعون سنة وسميت فترة لأن الرسل كانت تترى بعد موسى عليه السلام من غير انقطاع إلى زمن عيسى عليه السلام ولم يكن بعد عيسى عليه السلام سوى رسولنا صلى الله عليه وسلم (أن تقولوا) كيلا تقولوا (ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير) سورة المائدة (20) قوله عز وجل (وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء) أي منكم أنبياء (وجعلكم ملوكا) أي فيكم ملوكا قال ابن عباس رضي الله عنهما يعني أصحاب خدم وحشم قال قتادة كانوا أول من ملك الخدم ولم يكن لمن قبلهم خدم وروى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان بنو إسرائيل إذا كان لأحدهم
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»