تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٣٠٨
بسم الله الرحمن الرحيم * (قل أعوذ برب الناس (1) ملك الناس (2) إله الناس (3) من شر الوسواس الخناس (4) الذي يوسوس في صدور الناس (5) من الجنة والناس (6)).
تفسير سورة الناس وهي مدنية قوله تعالى: * (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس) هو الشيطان، والمعنى من شر الشيطان ذي الوسواس، ويقال: سمى وسواسا؛ لأنه يجثم، فإن ذكر العبد ربه خنس _ أي تأخر - وإن لم يذكر: وسوس.
وفي رواية: التقم ووسوس أي القلب.
وفيه خبر صحيح على هذا المعنى.
وقوله: * (الخناس) معناه ما قلنا يعني: إذا ذكر العبد ربه وسبح رجع أي: تأخر وخنس وتنحى.
وقوله: * (الذي يوسوس في صدور الناس) هو الشيطان.
وقوله: * (من الجنة) أي: من الجن.
وقوله: * (والناس) أي: ومن الناس.
والمعنى: أنه أمره بالاستعاذة من شياطين الجن والإنس، والشيطان كل متمرد سواء كان جنيا أو إنسيا، وقد ورد في الأخبار المعروفة ' أن النبي كان إذا أراد أن ينام قرأ سورة الإخلاص والمعوذتين، وينفث في كفيه، ثم يمسح بكفيه ما استطاع من جسده، ويبدأ بوجهه ورأسه '.
وروى أنه كان يعوذ بهما الحسن والحسين - رضي الله عنهما - وذكر أبو عيسى الترمذي برواية إسماعيل بن أبي خالد قال: حدثني قيس بن أبي حازم، عن عقبة بن عامر الجهني،
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 » »»