تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٣٠٣
* (الله الصمد (2) لم يلد ولم يولد (3)). شبيه من خلقه '.
قال رضي الله عنه: أخبرنا بهذا الحديث الشيخ العفيف أبو علي بن بندار بهمدان بإسناده عن إسماعيل بن أبي زياد.. الحديث.
وفي بعض (الأخبار): أن سورة قل يا أيها الكافرون وسورة قل هو الله أحدهما المقشقشتان أي: تبرئان من الشرك و النفاق، ويقال: قشقش المريض من علته إذا برأ، وسميت السورة سورة الإخلاص لأنه ليس فيها إلا وصف الرب عن اسمه وليس فيها أمر ولا نهى ولا وعد ولا وعيد.
وذكر أبو عيسى الترمذي في كتابه برواية أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا: يا رسول الله، انسب لنا ربك، فأنزل الله تعالى: * (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد) لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله لا يموت ولا يورث، * (ولم يكن له كفوا أحد) قال: لم يكن له شبيه ولا عدل، وليس كمثله شيء.
قوله تعالى: * (قل هو الله أحد) أي: قل هو الله الواحد، أحد بمعنى الواحد، وقد فرق بين الأحد والواحد.
وقيل: إن الأحد أبلغ من الواحد، يقال: فلان لا يقاومه أحد نفيا للكل، ويقال: لا يقاومه واحد، ويجوز أن يقاومه اثنان، وأيضا فإن الواحد يكون الذي يليه الثاني والثالث في العدد، والأحد لا يكون بمعنى هذا الحال، وأكثر المفسرين أنه بمعنى الواحد.
وقوله: * (هو) الابتداء فيه اسم مضمر، كأنه أشار إلى أن الذي سألتموني عنه هو الله الواحد، فيكون قوله: * (الله أحد) تبيينا وكشفا لاسم المضمر في قوله: * (هو).
وقوله: * (الله الصمد) فيه أقوال: أحدها: أنه الذي يصمد إليه في الحوائج، والآخر: أنه هو الذي انتهى في السؤدد وبلغ كماله.
قال الشاعر:
(ألا بكر الناعي بخير لي بني أسد * بعمر وابن مسعود وبالسيد الصمد)
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»