تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٤٨٢
* (بالحق وهم لا يظلمون (69) ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون (70) وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم) * * وقوله: * (ووضع الكتاب) المراد من الكتاب: كتاب الأعمال. وعن عطاء بن السائب أنه قال: إن أول من يحاسب جبريل عليه السلام لأنه كان أمين الله على جميع وحيه، وروى أن أول من يحاسب الأنبياء، وثبت في بعض الروايات أن النبي قال: ' أول ما يقضي الله تعالى فيه بين الخلق هو الدماء '.
وقوله: * (وجئ بالنبيين والشهداء) أي: الذين يشهدون للأنبياء التبليغ، وعلى الأمم بالتكذيب، وقد بينا هذا من قبل.
وقوله: * (وقضى بينهم بالحق) أي: بالعدل، وقوله: * (وهم لا يظلمون) أي: لا يزاد في سيئاتهم، ولا ينقص من حسناتهم.
قوله تعالى: * (ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون) أي: يصنعون، وقد روى أبو سعيد الخدري عن النبي ' أن الله تعالى يأمر من ينادي يوم القيامة: يا أهل الجنة، إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا، وأن تصحوا فلا تسقموا، وأن تشبوا فلا تهرموا، وأن تنعموا فلا تبأسوا؛ ثم قرأ قوله تعالى: * (ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون) '.
قوله تعالى: * (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا) أي: أفواجا زمرة بعد زمرة، وقوله: * (حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا) أي: يخوفونكم.
وقوله: * (قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب) هو قوله تعالى: * (لأملأن جهنم
(٤٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 » »»