تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٤٧٧
(وأنتم لا تشعرون (55) أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين (56) أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين (57) أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين (58) بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين (59) ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على) * * وقوله: * (من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة) أي: فجأة * (وأنتم لا تشعرون) أي: لا تعلمون.
قوله تعالى: * (أن تقول) معناه: واتبعوا طاعة الله حذرا وحذارا من أن تقول * (نفس يا حسرتا) أي: يا ندامتا، ويقال: معنى قوله: * (يا حسرتا) أي: يا [أيتها] الحسرة هذا وقتك.
وقوله: * (على ما فرطت في جنب الله) أي: ضيعت في ذات الله.
وقال مجاهد: في أمر الله، وقال الحسن: في طاعة الله، وقيل: في ذكر الله، وقال بعضهم: على ما فرطت في الجانب الذي يؤدي إلى رضى الله تعالى، وقيل: ' في جنب الله ' أي: في قرب الله وجواره، حكاه النقاش وغيره.
وقوله: * (وإن كنت لمن الساخرين) أي: من المستهزئين.
قوله تعالى: * (أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين) معناه: على الوجه الذي بينا من الحذار.
قوله تعالى: * (أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة) أي: رجعة.
وقوله: * (فأكون من المحسنين) أي: المحسنين في طاعة الله.
قوله تعالى: * (بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت) أي: تكبرت، وقوله: * (وكنت من الكافرين) أي: الجاحدين لنعمي.
وقوله: * (بلى) في الابتداء تقدير تحسراتهم وتأسفهم ونداماتهم على ما سبق.
(٤٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 ... » »»