تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٥
بسم الله الرحمن الرحيم (* (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا). * * تفسير سورة الفرقان وهي مكية، قال الضحاك: هي مدنية.
قوله سبحانه وتعالى: * (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده) وقرأ عبد الله بن الزبير: ' على عباده ' على الجمع. قوله: * (تبارك) تفاعل من البركة, وقيل: تبارك أي: جل بما لم يزل ولا يزال، وقال الحسن: تبارك صفة من صفات الله تعالى؛ لأن كل بركة تجئ منه، وقال غيره: لأنه يتبرك باسمه، وأما البركة فهي الخير والزيادة، وقيل: فعل كل طاعة من العباد بركة، والبروك هو الثبوت، ويقال: فلان مبارك أي: ينزل الخير حيث ينزل.
وقوله: * (الذي نزل الفرقان) أي: القرآن, وسمى القرآن فرقانا لمعنيين: أحدهما: لأنه يفرق بين الحق والباطل، والأخر: أن فيه بيان الحلال والحرام.
وقوله تعالى: * (على عبده) أي: محمد.
وقوله: * (ليكون للعالمين نذيرا) أي: الجن والأنس، قال أهل العلم: ولم يبعث نبي إلى جميع العالمين غير نوح ومحمد عليهما الصلاة والسلام.
قوله تعالى: * (الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا) يعنى: كما قاله النصارى.
وقوله: * (ولم يكن له شريك في الملك) أي: كما قاله عبدة الأصنام وغيرهم.
وقوله: * (وخلق كل شيء) أي: مما يصلح أن يكون مخلوقا.
قوله: (فقدره تقديرا) أي: سواه تسوية على ما يصلح للأمر الذي أريد له، ويقال: بين مقادير الأشياء ومنافعها، ومقدار لبثها ووقت فنائها.
(٥)
الذهاب إلى صفحة: 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»