تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٤
* (بصيرا وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا) * * مر عليه حميد الطوسي في موكبه، وداود في أطمار له، فقال لنفسه: أتطلبين دنيا سبقك بها حميد؟. وروى أن رجلا مر على الحسن البصري، وهو في هيئة حسنة، وسيادة عظيمة من الدنيا، فسأل من هذا؟ فقيل: هذا صراط الحجاج، فقال: هذا الذي أخذ الدنيا بحقها.
وقوله: * (وكان ربك بصيرا) أي: بصيرا بأعمالكم.
قوله تعالى: * (وقال الذين لا يرجون لقاءنا) أي: لا يخافون لقاءنا، قال الفراء: والرجاء بمعنى الخوف لغة تهامية، ومنه قوله تعالى: * (مالكم لا ترجون لله وقارا) أي: لا تخافون لله عظمة. قال الشاعر:
(لا ترتجي حين تلاقى الذائذا * أسبعة لاقت معا أم واحدا) أي: لا تخاف.
وقوله: * (لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا) ' معناه: هلا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا '.
وقوله: * (لقد استكبروا في أنفسهم) أي: تعظموا في أنفسهم، واستكبارهم هو أنهم امتنعوا عن الإيمان، وطلبوا آية لم تطلبها أمة قبلهم.
وقوله: * (وعتوا عتوا كبيرا). أي: علو علوا عظيما، والعتو هو المجاوزة في الظلم إلى أبلغ حده، وعتوهم هاهنا طلبهم رؤية الله حتى يؤمنوا.
وقوله تعالى: * (يوم يرون الملائكة) ويوم رؤية الملائكة هو يوم القيامة. @ 15 @ * (يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا (22) وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا (23) أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا)
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»