تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢٥
* (ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا (50)) * * قوله تعالى: * (ولقد صرفناه بينهم) أكثر أهل التفسير على أنها الهاء راجعة إلى المطر، ومعنى التصريف أنه يسقى أرضا ويمنع أرضا.
قال ابن عباس: ' ما عام بأمطر من عام، ولكن الله يقسمه بين عباده على ما يشاء. ومثله عن ابن مسعود.
وروى عن النبي أنه قال: ' ما من ساعة تمضي إلا والسحاب يمطر فيها، إلا أن الله تعالى يصرفه عن قوم، ويعطيه قوما ' والخبر غريب.
وقوله: * (ليذكروا) أي: ليتذكروا، ويقال: إن الهاء في قوله: * (صرفناه) تنصرف إلى الفرقان المذكور في أول السورة، وهو قول بعيد.
وقوله: * (فأبى أكثر الناس إلا كفورا) أي: كفرانا، وكفرانهم هو أنهم إذا أمطروا، يقولون: مطرنا بنوء كذا، وهو في معنى قوله تعالى في سورة الواقعة: * (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون). وقد ثبت عن النبي أنه قال يوما، وقد مطروا في ليلته: ' يقول الله تعالى: أصبح الناس فريقين، مؤمن بي وكافر بالكوكب، ومؤمن بالكوكب وكافر بي، فمن قال: مطرنا برحمة الله تعالى وفضله، فهو مؤمن بي كافر بالكوكب، ومن قال: مطرنا بنوء كذا، فهو كافر بي مؤمن بالكوكب '.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»