تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٩٦
* (بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون (4) بنصر الله ينصر) * * لأنه يقوم بين يدي الله، فيتصل بالله من هذا الوجه.
وقوله: * (في بضع سنين) في البضع قولان: أحدهما: من الواحد إلى العشر، والقول الثاني: من الثلاث إلى السبع.
وكذلك اختلف القول في النيف، فمنهم من قال: من الواحد إلى الثلاث، ومنهم من قال: من الواحد إلى العاشر.
وأما سبب نزول الآية فروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ' أنه كان بين فارس والروم قتال قائم، فكان المشركون يؤذون أن تغلب فارس الروم، والمسلمون يودون أن تغلب الروم فارس، لأنهم كانوا أهل الكتاب، قال: فغلب فارس الروم مرة، فشمت المشركون بالمسلمين، وقالوا: إنا سنغلبكم كما غلبت فارس الروم، فجاء المسلمون إلى النبي وذكروا له ذلك، فقال: أما إن الروم سيغلبون فارس. فقال أصحاب النبي: متى ذلك؟ فقال: إلى بضع سنين، وأنزل الله تعالى هذه الآية.
قال: فجاء أبو بكر إلى أبي بن خلف، وذكر له ذلك، فقال: والله لا تغلب الروم فارس أبدا، ثم قال لأبي بكر: أخاطرك؟ قال: نعم فخاطره على قلائص من الإبل. واختلفوا في عدد القلائص منهم من قال: كان ستا، وقيل: كان سبعا. وقيل: غير ذلك، ووضعا المدة إلى خمس سنين.
قال قتادة: وكان ذلك في وقت لم يكن حوم القمار بعد.
فجاء أبو بكر إلى النبي، وذكر له ذلك، فقال له النبي: يا أبا بكر، زد
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»