تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٦٠
* (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به) يعني: المؤمنين من أهل الطاعة * (أن لهم جنات) الجنات: جمع جنة وهو اسم للبستان الذي فيه أشجار مثمرة، فإذا لم تكن الأشجار مثمرة لا تكون جنة وقيل: الجنة ما فيه النخيل. والفردوس ما فيه الكرم، وإنما سميت جنة من الاجتنان؛ لأنها تستر الأرض بالتفافها وأرواقها. وقيل: الجنان سبع، وقيل: ثمان، والكل في القرآن.
* (تجري من تحتها الأنهار) أي: من تحت أشجارها تجري المياه من الأنهار، وفي الحديث: ' إن أنهار الجنة تجري في غير أخدود ' أي: في غير شق.
* (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا) أي: كلما رزقوا شيئا من ثمار الجنة قالوا هذا الذي رزقنا من قبل. وفيه قولان: أحدهما معناه: رزقنا من قبل في الدنيا، والثاني: أن الثمار في الجنة متشابهة في اللون مختلفة في الطعم، فإذا رزقوا منها ثمرة ثم رزقوا أخرى ظنوا أنها الأولى لاستوائهما في اللون ف (* (قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) * وأتوا به متشابها) قال مجاهد: أي متشابها في اللون. كما ذكرنا، وقال الحسن البصري: معناه كلها خيار ليس فيها رذال. قال ابن عباس: ليس في الدنيا من ثمار الجنة إلا الأسامي * (ولهم فيها أزواج) قيل: من الحور العين، ويحتمل من أزواج الدنيا: * (مطهرة) من الأدناس؛ لا يتمخطن، ولا يتغوطن، ولا يحضن. وقيل: مطهرة الأخلاق، فيكن مطهرات خلقا وخلقا. * (وهم فيها خالدون) أي: مقيمون لا يظعنون.
قوله تعالى: * (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها) وسبب نزول الآية: أن الله تعالى لما ضرب المثل بالذباب والعنكبوت، قال المشركون: إنا
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»